وشهدوا لهما بالفضل والتقدم والسبق.
وللامام الهادي جملة احتجاجات ومناظرات وأجوبة على مسائل شتى ناظر وأجاب خلالها كثيراً من المناوئين وغيرهم ، باسلوب هادئ متين مدعم بالحجة والمنطق والبرهان الساطع ، ولم يجتمع إليه أحد من أولئك المناظرين إلا وأذعن بتفوقه العلمي وسبقه المعرفي ، وفيما يلي نورد بعض الروايات الدالة على غزارة علمه وتفوقه ورجحان كفته.
في شرح شافية أبي فراس ، قال : ومما نقل أن قيصر ملك الروم كتب إلى خليفة من خلفاء بني العباس كتاباً يذكر فيه : إنا وجدنا في الانجيل أنه من قرأ سورة خالية من سبعة أحرف حرّم الله تعالى جسده على النار. وهي : الثاء والجيم والخاء والزاي والشين والظاء والفاء ، فإنا طلبنا هذه السورة في التوراة فلم نجدها ، وطلبناها في الزبور فلم نجدها ، فهل تجدونها في كتبكم؟
فجمع الخليفة العلماء وسألهم في ذلك ، فلم يجب منهم أحد عن ذلك إلا النقي علي بن محمد بن الرضا عليهالسلام ، فقال : إنها سورة الحمد ، فإنها خالية من هذه السبعة أحرف. فقيل : الحكمة في ذلك أن الثاء من الثبور ، والجيم من الجحيم ، والخاء من الخيبة ، والزاي من الزقوم ، والشين من الشقاوة ، والظاء من الظلمة ، والفاء من الفرقة أو من الآفة. فلما وصل إلى قيصر وقرأه فرح بذلك فرحاً شديداً ، وأسلم لوقته ، ومات على الاسلام ، والحمد لله رب العالمين (١).
روى السمعاني والخطيب البغدادي بالاسناد عن الحسين بن يحيى ، قال :
__________________
(١) شرح شافية أبي فراس / ابن أمير الحاج : ٥٦٣.