ثم أخرجه أهلها لأمور صدرت منه ، فذهب إلى كاشان ، فأكرمه أحمد ابن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي ، وخلع عليه ، وقرر له في كل سنة ألف دينار ، فلما ورد الحسين بن علي بن آدم وشخص آخر من الكوفة إلى قم وبّخا أهلها على إخراجه ، فأرسلوا وراءه وأرجعوه إلى قم مكرماً ، ثم قصد عبد العزيز ابن أبي دلف فأكرمه ، وعين له وظيفة سنوية ، ثم طلب أخواته : زينب وأم محمد وميمونة بنات الامام محمد بن علي الجواد عليهالسلام من الكوفة إلى قم ، فأقمن عنده حتى توفين في قم ، ودفن بقرب قبر السيدة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهمالسلام ، وأقام موسى المبرقع في قم حتى توفى بها ، فصلى عليه أميرها عباس بن عمرو الغنوي.
وكان موسى يلقي على وجهه برقعاً ، ولذلك قيل له المبرقع لجمال وجهه الباهر ، ولعل ذلك هو السبب في إخراجه من قم ، لأنّ أهلها لم يعرفوه ، فكانوا في شك وريبة من أمره ، لكن عندما عرفوه أكرموه ، وقبره اليوم معروف يزوره الكثيرون ، ولموسى المبرقع ولدان : محمد وأحمد ، واختلف النسابون في بقاء عقب لمحمد ، فاختار الدينوري أن بني الخشاب من أولاد محمد ، وأكثر النسابين على خلافه ، أي إنه لا عقب له ، وأما بقية ذرية الامام محمد الجواد عليهالسلام فهم جميعاً بإجماع النسابين من أحمد بن موسى المبرقع (١).
وكانت جليلة القدر ، عالية الشأن ، أوكل إليها أخوها الإمام الهادي عليهالسلام جاريته نرجس كي تعلمها معالم الدين وأحكام الشريعة وتؤدّبها بالآداب
__________________
(١) أعيان الشيعة ١٠ : ١٩٤.