الفصل الخامس
مكارم أخلاقه ومنزلته عليه السلام
يتحلّى أئمة أهل البيت عليهمالسلام بصفات الكمال ومعالي الأخلاق التي ميزت شخصياتهم العظيمة عن سائر من عاصرهم في العبادة والعلم والحلم والزهد والكرم والشجاعة وغيرها من مظاهر العظمة ، ذلك لأنّهم استوحوا من جدهم المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم رساليته وروحانيته وأخلاقيته ، وتجسدت فيهم شخصيته ، فكانوا اختصارا لجميع عناصرها الأخلاقية والروحية والانسانية ، وصاروا رمزا للفضيلة والمروءة وقدوةً صالحة للانسانية.
ولقد أوتي الامام الهادي عليهالسلام كسائر آبائه الطاهرين من الفضائل ومكارم الأخلاق مالم يؤت أحد من معاصريه ، فلم ير مثله في عبادته وتهجّده وطاعته لربه ، فضلاً عن زهده وتقواه وحسن سيرته وعلمه الجم وحكمته وبلاغته.
قال الشاعر :
ولست أحصي مكرمات الهادي |
|
فإنها في العدّ كالأعداد (١) |
من هنا نال الامام عليهالسلام إعجاب كبار العلماء والمؤرخين ممن عاصره وغيرهم ، على اختلاف نزعاتهم وميولهم ، فأشادوا بشخصيته الفذة وصفاته الرفيعة وسجاياه الحميدة ومعالي أخلاقه وتفوقه على سائر المعاصرين له.
__________________
(١) الأنوار القدسية / الشيخ محمد حسين الأصفهاني : ١٠١.