الناس ، فيخرج هذا الأمر عنهم ، يعني بني العباس » (١).
هذا مع أن الإمام عليهالسلام لم يكن في موقع الدعوة إلى الثورة ضد الخلافة العباسية ، لأن الظروف الموجودة آنذاك لم تكن تسمح بمثل هذا العمل ، وقد عرف الإمام عليهالسلام بعد استدعائه هواجس نفس المتوكل ، فبين له أنه ليس همّة استلام السلطة ولاتنزع نفسه الكريمة إلى شيء من هذا الحطام ، وذلك حينما استعرض المتوكل جيشه بحضور الإمام عليهالسلام بأحسن زينة وأتم عدة وأعظم هيبة ، وقد بلغ تسعين ألفا من الترك.
قال الراوي معبراً عن غرض المتوكل من استعراض الجيش بحضرة الامام عليهالسلام : وكان غرضه أن يكسر كل من يخرج عليه ، وكان خوفه من أبي الحسن أن يأمر أحداً من أهل بيته أن يخرج على الخليفة ، إلى أن قال : فقال له أبو الحسن عليهالسلام : « نحن لاننافسكم في الدنيا ، نحن مشتغلون بأمر الآخرة ، ولا عليك ممّا تظنّ » (٢).
قال الشاعر :
لست أنسى غداة أخرجه |
|
الطاغي مع الناس ذلة وصغارا |
وغدا يعرض الجيوش عليه |
|
عل يرتاع خيفة وانذعارا |
فأراه من الملائك جيشاً |
|
ملأ الافق والفضا جرارا (٣) |
__________________
(١) دلائل الإمامة / الطبري : ٤١٩ / ٣٨٢ ، نوادر المعجزات / الطبري : ١٨٨ / ٧ ـ مؤسسة الإمام المهدي عليهالسلام ـ قم ـ ١٤١٠ هـ ، فرج المهموم : ٢٣٣.
(٢) الخرائج والجرائح ١ : ٤١٤ / ١٩ ، الثاقب في المناقب : ٥٥٧ ، كشف الغمة ٣ : ١٨٥ ، بحار الأنوار ٥٠ : ١٥٥ / ٤٤.
(٣) الذخائر / ديوان الشاعر محمد علي اليعقوبي : ٦٣.