المتعارضتين على الأخرى ، على ما يأتي شرحه مفصلاً في مباحث الترجيح والمرجحات ( إن شاء الله تعالى ).
هذا علاوة على ما حاولوه من توضيح ظروف التقية أمام الأمة والرّأي العام التي كانوا يواجهونها لأصحابهم ورواة أحاديثهم الموثوقين ، لكي لا يرتابوا في أمرهم حينما تصلهم عن أحد الأئمة أحاديث مختلفة مغايرة مع ما هو معروف لديهم من مذهب أهل البيت عليهمالسلام وفقههم. فقد ورد عن أبي بصير أنه قال : « سَألتُ أبَا عَبدِ اللهِ عليهالسلام عَنِ القُنُوتِ ، فَقَالَ :فِيمَا يُجهَرُ فِيهِ بِالقرَاءَةِ. فَقَالَ : فَقُلتُ لَهُ : إنّي سَألتُ أبَاكَ عَن ذَلِكَ فَقَالَ في الخَمسِ كُلّها؟ فَقَالَ : رَحِمَ اللهُ أبي إنّ أصحَابَ أبي أتَوهُ فَسَألُوهُ فَأخبَرَهُم بالحَقّ ثُمّ أتَوني شُكّاكاً فَأفتَيتُهُم بالتّقِيّة » (١).
ورواية أبي عمرو الكناني قال : « قَالَ أبُو عَبدِ اللهِ عليهالسلام يا أبَا عَمرو أرَأيتَ لَو حَدّثتُكَ بحدِيثٍ أو أفتَيتُكَ بفُتيَا ثُمّ جِئتَني بَعد ذَلِكَ فَسَألتَني عَنهُ فَأخبَرْتُكَ بخِلافِ ذَلِكَ بأيّهِمَا كُنتَ تَأخُذُ؟ قُلتُ بأحدَثِهِمَا وَأدَعُ الآخَرَ. فَقَالَ : قَد أصَبتَ يا أبَا عَمروٍ أبَى اللهُ إلاّ أن يُعبَدَ سِرّاً. أمّا وَاللهِ لئن فَعَلتُم ذَلِكَ إنّهُ لَخَيرٌ ليَ وَلَكُم وَأبَى اللهُ عَزّ وجَلّ لَنَا وَلَكُم في دِينِهِ إلاّ التّقِيّةَ » (٢) ورواية أبي عبيدة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « قَالَ لي : يا زِيَادُ مَا تَقُولُ لَو أفتَينَا رَجُلاً مِمّن يتَوَلاّنَا بشَيءٍ مِنَ التّقِيّةِ؟ قَالَ :قُلتُ لَهُ : أنتَ أعلَمُ جُعِلتُ فِدَاكَ. قَالَ : إن أخَذَ بِهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ وَأعظَمُ أجراً. قال ، وفي رواية أخرى : إن أخَذَ بِهِ أُجِرَ
__________________
(١) وسائل الشيعة باب ـ ١ ـ من أبواب القنوت.
(٢) جامع أحاديث الشيعة الجزء الأول باب ـ ٦ ـ من أبواب المقدمات ، ص ٦٦.