عليه وآله يقبلك لما قبلتك. فقال له شخص من ورائه : إنه يضر وينفع. فالتفت فاذا علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال له : كيف يضر وينفع يا أبا الحسن؟ فقال عليهالسلام : ان الله تعالى لما استخرج ذرية آدم من صلبه وأخذ الميثاق عليهم كتبه في رق وألقمه هذا الحجر ، فاذا كان يوم القيامة جاء وله لسان يشهد لمن وافاه. أو معنى ذلك.
وجاء من طرق أهل البيت عليهمالسلام ما يؤيد ذلك ، ولا جرم ان الحاج يقول عند استلام الحجر « اللهم ايمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك » ، فهل هذه الآية الكريمة عند أصحابنا على هذه الأوجه وعلى هذا التفسير فيتطرق قول التناسخية ، فان من أفعال الحج في الرد عليهم هو أن الإنسان لو كان في جسم غير هذا الجسم ليذكر ما طرأ له ومن عليه في ذلك الجسم ، ولا واقعة أعظم من هذه المذكورة ولا عبدا أجمع من هذا المحض الذي جمع فيه الخلائق بأسرها ، ولا يجد الإنسان من نفسه تذكر شيء من هذه الواقعة أصلا ، بل ينكر ذلك غاية الإنكار لو ذكر له ، أم ذكر أصحابنا رضي الله عنهم عن سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله عنه عن هذه الآية الكريمة وجها وتأويلا غير ما ذكره غيرهم ، أم هي جارية عندهم على ما ذكره المفسرون ويجيبون عن عدم التذكر وعن شبهة التناسخية بجواب. بين لنا ذلك جميعه وأفدنا أفادك الله فائدة يؤمن معها الخسارة وجعلك الله من الذين لا تشغلهم عن ذكر الله سبحانه بيع ولا تجارة.
الجواب ما ذكر المولى السيد في تأويل أخذ الذرية من صلب آدم عليهالسلام في غاية الاستبعاد ، لان جميع بني آدم لم يؤخذوا من ظهر آدم.
وأيضا فإن كان كالذر كيف يكلف أو يخاطب ويتوجه اليه طلب الشهادة منه ، مع أن الله تعالى حكى أنه أخذ من ظهور بني آدم لا من ظهر آدم عليهالسلام.