وعن الأمالي بسنده عن ابن محبوب ، عن أبي زكريّا الموصليّ ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام ، أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لعليّ عليهالسلام : أنت الذي احتجّ الله بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحا فقال لهم : ألست بربكم؟ قالوا : بلى ، قال : ومحمّد رسولي؟ قالوا : بلى ، قال : وعليّ أمير المؤمنين؟ فأبى الخلق جميعا استكبارا وعتوّا عن ولايتك إلاّ نفر قليل ، وهم أقلّ الأقلّين ، وهم أصحاب اليمين (١).
وعن البصائر بسنده عن حذيفة بن أسيد ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما تكاملت النبوّة لنبيّ في الأظلّة حتى عرضت عليه ولايتي وولاية أهل بيتي ، ومثلوا له فأقرّوا بطاعتهم وولايتهم (٢).
وعن تفسير العيّاشيّ عن زرارة وحمران ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام ، قالا : إنّ الله خلق الخلق وهي أظلّة ، فأرسل رسوله محمّدا صلىاللهعليهوآله ، فمنهم من آمن به ، ومنهم من كذّبه ، ثمّ بعثه في الخلق الآخر ، فآمن به من كان آمن به في الأظلّة ، وجحده من جحد به يومئذ ، فقال : ما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا به من قبل (٣).
وعن الكافي بسنده عن جابر بن يزيد ، قال : قال لي أبو جعفر عليهالسلام : يا جابر إنّ الله أوّل ما خلق خلق محمّدا وعترته الهداة المهتدين ، فكانوا أشباح نور بين يدي الله ، قلت : وما الأشباح؟ قال : ظلّ النور ، أبدان نورانيّة بلا أرواح ، وكان مؤيّدا بروح واحدة وهي روح القدس ، فبه كان يعبد الله وعترته ، ولذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء ، يعبدون الله بالصلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل ، ويصلون الصلوات ، ويحجّون ويصومون (٤).
توضيح الخبر أنّهم كسائر أفراد الإنسان في هذه الدنيا أبدان ، واجد كلّ واحد منهم لروح مشخّصة هي جسم رقيق ، وهي حيّة كسائر الأرواح ومؤيّدة بنور مسمّى بروح القدس. وأمّا في عالم الأرواح فليسوا إلاّ تلك الأرواح الحيّة المؤيّدة بذلك النور الواحد ،
__________________
(١) البحار ٢٦ : ٢٧٢ ، عن أمالي الطوسيّ.
(٢) البحار ٢٦ : ٢٨١.
(٣) البحار ٥ : ٢٥٩.
(٤) البحار ١٥ : ٢٥ ، البحار ٦١ : ١٤٢.