إعادة الإسم لاشتماله على سبب الإحسان .. وأما الذي ليس كذلك فكقوله تعالى : ( الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ ) إلى قوله : ( وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) فقوله ـ أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ـ استشرف وهو جواب لسؤال مقدّر كأنه قيل وما يحصل لهؤلاء الموصوفين بهذه الصفات فقيل أنهم على هدى من ربهم وانهم مفلحون وكذلك قوله تعالى : ( إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ) فقوله ـ قيل ادخل الجنة ـ جواب عن سؤال كأنه قيل وما فعل بهذا فقيل قيل له ادخل الجنة ، وإنما لم يقل قيل له لأن ذلك معلوم. وكذلك قوله تعالى : ( قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ ) فإن قرئ ( فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) لم يكن فيه استئناف وإن قرئ سوف تعلمون كان ذلك كأنه قيل وما يكون اذا عملنا نحن على مكانتنا وعملت أنت على مكانتك فقيل : ( فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ ).
وثانيها : أن لا يكون المحذوف استفهاما وذلك كما إذا كان مسببا ، وقد دلّ عليه سببه كقوله تعالى : ( وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ ، وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) كأنه قال وما كنت من الشاهدين لما جرى لموسى عليه ، ولكنا أوحينا اليك وسبب هذا الوحي أنّا أنشأنا قرونا إلى زمانك فتطاول عليهم العمر أي مدة الفترة فنسي ما كان جرى فأوحينا اليك فيكون المحذوف هو السبب والمذكور الدال عليه هو سببه.
وكذلك قوله تعالى : ( وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا ) ..
وأما الرابع في أقسامه : أما أقسامه فقد تظافرت وأقوال أرباب علم البيان على أن المحذوفات على قسمين حسنة وقبيحة. أما القبيحة فهو أن يخلّ المحذوف بالمعنى أو يحطه عن رتبته ، وسيأتي بيانه. وأما الحسنة فهي على قسمين : جمل. ومفردات. فأما الجمل فهي على