فصل
ومن هذا الضرب التجنيس ، وهو عند أكثر علماء علم البيان على قسمين : تجنيس حقيقي. ومشبه بالتجنيس .. أما التجنيس الحقيقي فهو أن تأتي بكلمتين كل واحدة منهما موافقة للأخرى في الحروف مغايرة لها في المعنى ، ولم يرد ذلك في الكتاب العزيز الاّ في آية واحدة وهي قوله تعالى : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ ) .. وأما المشبه بالتجنيس فكثير ، وقد احتوى الكتاب العزيز منها على اللباب وأتى منها بالعجب العجاب ، وهو على ضروب :
الأول : التجنيس المماثل وهو أن يكون من اسمين أو فعلين مثل قوله تعالى : ( يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ). وقوله تعالى : ( الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ ). وقوله تعالى : ( وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ ). وقوله تعالى : ( ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ).
الثاني : التجنيس المغاير وهو يكون من اسم وفعل. ومنه قوله تعالى : ( وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ). وقوله تعالى : ( أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ). وقوله تعالى : ( فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ مِنْ رَبِّكَ ) وفي