القرآن منه كثير. وقد جمع بعض الشعراء في أبيات نذكرها في آخر هذا الفصل فيها أجناس من التجنيس.
الثالث : تجنيس التصحيف ، وهو أن يكون اللفظ فرقا بين الكلمتين. ومنه قوله تعالى : ( وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ). ومنه قول الشاعر :
القابضون على العليا بكفّهم |
|
والقابضون من الدّنيا بأطراف |
المحسبون إذا جدّ الفخار بهم |
|
والمحسنون إذا سيلوا بالحاف |
الرابع : تجنيس التحريف : وهو أن يكون الحرف فرقا بين الكلمتين .. ومنه قوله تعالى : ( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ). وقوله تعالى : ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ ).
الخامس : تجنس التشكيل : وهو أن يكون الشكل فرقا بين الكلمتين. ومنه قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ). وقوله تعالى : ( أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى ثُمَّ كانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى ) .. ومنه قول بعضهم :
أأنتم زعمتم أنني غير عاشق |
|
وأني لا أعبأ ببين مفارقي |
فلم قرحت يوم الوداع مدامعي |
|
ولم شاب من هول الفراق مفارقي |
وهذه أبيات جمعت فيها أجناس من التجنيس التي نقدم ذكرها وهي :
ربّ خود عرفت في عرفات |
|
سلبتني بحسنها حسناتي |
ورمت بالجمار حبّة قلبي |
|
أيّ قلب يقوى على الجمرات |
وأفاضت مع الحجيج ففاضت |
|
من دموعي سوابق العبرات |
حرّمت حين أحرمت نوم عيني |
|
واستباحت حماي باللحظات |