القسم الأول
التناسب. ويسمى التشابه أيضا
وهو ترتيب المعاني المتآخية التي تتلاءم ولا تتنافر. والقرآن العظيم كله متناسب لا تنافر فيه ولا تباين .. ومنه قول النابغة :
الرّفق يمن والأناة سعادة |
|
فاستأن في رفق تنال نجاحا |
واليأس عما فات يعقب راحة |
|
ولربّ مطعمة تعود ذباحا |
ويسمى التشابه أيضا .. وقيل التشابه أن تكون الألفاظ غير متباينة ، ولكن متقاربة في الجزالة والمتانة والدقة والسلاسة ، وتكون المعاني مناسبة لألفاظها من غير أن يكسى اللفظ الشريف المعنى السخيف ، أو على الضد ، بل يصاغان معا صياغة تتناسب وتتلاءم حتى لا يكون الكلام كما قيل :
وبعض قريض القوم أولاد علة |
|
يكلّ لسان الناطق المتحفّظ |
قال المصنف عفا الله عنه : المناسبة عند أرباب هذا الشأن على قسمين : معنوية. ولفظية. فالمعنوية أن يبتدئ المتكلم بمعنى ، ثم يتمم كلامه بما يناسبه في المعنى دون اللفظ. ومنه قوله تعالى : ( وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً ) أخبر سبحانه في فاصلة الآية بأنه قويّ عزيز ليدل على أن تلك الريح التي أصابت المشركين ليست اتفاقا ، وليست هي من أنواع