القسم السادس والأربعون
التوهم. ويسمى الإيهام أيضا
وهو أن يجاء بكلمة توهم أخرى. ومنه قوله تعالى : ( يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَ ) يوهم من لا يفهم أو يعلم العربية أن دينهم حقّ لأن دينهم اذا قرأها بالرفع من لا يفهم ولا يعلم العربية ، اقتضى ذلك أن دينهم حق ، وليس كذلك. ومنه قوله تعالى : ( قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ ) من لا يفهم العربية ولا يفهم المعنى يعتقد أن ما نافية وأنه ليس عند الله خير من اللهو ومن التجارة. ومنه قوله تعالى : ( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) ومن لا يعرف العربية إذا سمع هذه الآية اعتقد أن الله تعالى يخشى العلماء والعارف بالعربية والقراءة ينصب الجلالة ، ويرفع العلماء فيظهر له أن العلماء هم الذين يخشون الله. ومنه قوله تعالى : ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ) من لا يعلم المعنى اعتقد أن الويل لاحق بالمصلين ، ولهذا قال بعض الجهال :
ما قال ربك ويل للذين سهوا |
|
بل قال ربّك ويل للمصلّينا |
ـ وقد يقع من ذلك في الشعر كثير. ومنه قول سحيم :
فجال على وحشيّه وتخاله |
|
على ظهره سبّا جديدا يمانيا |
فقوله ـ يمانيا ـ يوهم أنه شباّ بالشين. وكذلك قول المتنبي :