القسم الرابع
التقسيم
وهو آلة الحصر ومظنة الإحاطة بالشيء. مثل قوله تعالى : ( وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ ) إلى قوله : ( ما يَشاءُ ) ومنه قوله تعالى : ( لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ). ومثله في القرآن كثير وخصوصا في سورة براءة. ومثله في كلام العرب قول زهير بن أبي سلمى :
وأعلم ما في اليوم والأمس قبله |
|
ولكنني عن علم ما في غد عمي |
وذكر ابن الأثير في جامعه أن أرباب علم البيان لم يريدوا بالتقسيم القسمة العقلية كما يذهب اليه المتكلمون ، فإن القسمة العقلية تقتضي أشياء مستحيلة كما قالوا : الجواهر لا يخلو إما أن تكون مجتمعة أو مفترقة ، أو لا مجتمعة ولا مفترقة ، أو مجتمعة ومفترقة معا ، أو بعضها مجتمع وبعضها مفترق ألا ترى أن هذه القسمة صحيحة من حيث العقل لاستيفاء الأقسام جميعها ، وإن كان من جملتها ما يستحيل وجوده ، فإن الشيء لا يكون مجتمعا مفترقا في حالة واحدة.
وإنما أرادوا بالتقسيم ما يقتضيه المعنى ، مما يمكن وجوده وهو أن