فصل
في ذكر اعجاز القرآن العظيم
قد تكلم العلماء في ذلك فقال قوم : إعجازه من جهة ايجازه واحتواء لفظه القليل على المعاني الكثيرة مثل قوله تعالى : ( وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ ) الآية. وقوله تعالى : ( إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ ) الآية. وقوله تعالى : ( فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ ) الآية. وقوله تعالى : ( فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ ). وقوله تعالى : ( وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ ). وقوله تعالى : ( فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ). وقوله تعالى : ( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ ). وقوله تعالى : ( لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ). وقوله تعالى : ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) الآية ، وأشباهها كثير اذا تأملت الكتاب العزيز وجدت فيه من هذا كثير ..
وقد اعترض على هذا القول بأنه قد وجد في السنة وكلام العرب ما لفظه قليل ومعناه كثير مثل قوله صلى الله عليه وسلم : « الأعمال بالنيّات والمجالس بالأمانات ». وأشباهه كثير .. وقال قوم : إعجازه من جهة حسن تركيبه ، وبديع ترتيب ألفاظه ، وعذوبة مساقها وجزالتها ، وفخامتها وفصل خطابها .. وقال قوم : إعجازه من غرابة أسلوبه العجيب واتساقه الغريب الذي خرج عن أعاريض النظم وقوانين النثر وأساجيع