القسم الثاني عشر
الترصيع
وهت أن تكون ألفاظ الكلام مستوية الأوزان متفقة الاعجاز مثل قوله عز وجل : ( إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ). وقوله تعالى : ( إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ). وقوله تعالى : ( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ) وهو في كتاب الله كثير. ومنه في النثر كثير منه قول الحريري وهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ، ويقرع الاسماع بزواجر وعظه .. وهو في الشعر كثير منه قول ابي فراس :
وأفعاله للراغبين كريمة |
|
وأمواله للطالبين نهاب |
وقول آخر :
ثمانية لم تفترق مذ جمعتها |
|
فلا افترقت ما ذبّ عن ناظر شفر |
يقينك والتقوى وجودك والغنى |
|
ولفظك والمعنى وحربك والنّصر |
ومنه قول أبي الورد :
يروح إليهم عازب الحمد وافيا |
|
ويغدو إليهم طالب الرّفد عافيا |
وقد يجيء مع التجنيس كقولهم إذا قلت الانصار كلّت الابصار ، وما وراء الخلق الدّميم إلا الخلق الذميم .. وقول المطرزي :
وزند ندا فواضله وريّ |
|
ورند ربا فضائله نضير |
ودرّ جلاله أبدا ثمين |
|
ودرّنوا له أبدا غزير |