القسم السادس والستون
في الشكاية
وهي في القرآن على قسمين : ملفوظ بها. وغير ملفوظ بها .. أما الملفوظ بها ففي قوله تعالى : ( إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ ) .. ومن الشعر قول بعضهم :
إلى الله أشكو لا إلى النّاس أنني |
|
أرى الأرض تطوى والأخلاّء تذهب |
ـ وقال آخر :
ولا خير في شكوى إلى غير مشتكى |
|
ولا بدّ من شكوى إذا لم يكن صبر |
ـ وأما غير الملفوظ بها ففي القرآن منه كثير. من ذلك قوله تعالى :
( قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ). وقوله تعالى حكاية عن نوح عليه الصلاة والسلام : ( قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلاَّ فِراراً ) إلى قوله : ( وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً ). وقوله تعالى : ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ ) ومثله في القرآن كثير وفي الشعر كثير .. فمن بديعه قول الشاعر :
يا إلهي قد أثقلتني الذنوب |
|
فاعف عني فالعفو منك قريب |
وتجاوز عن مذنب بخطايا |
|
ه عن الخير قلبه محجوب |