القسم الثامن والأربعون
الاستثناء
وهو أن يذكر شيئا ثم يرجع عنه ، أو يدخل شيئا ثم يخرج منه بعضه. أما الاستثناء ففي القرآن منه كثير. فمنه قوله تعالى : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ ) إلى قوله تعالى : ( إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ). ومنه قوله تعالى : ( قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ ). ومثله في القرآن كثير. وأما الرجوع فلا ينبغي أن يكون في القرآن منه شيء لأن المتكلم به لا يليق بجلاله أن يوصف بالرجوع عن شيء. وأما ما سوى القرآن ففيه منه كثير من ذلك في الاستعمال قولهم ـ ليس له عقل الا ما تقوم عليه به الحجة ـ وأما في الشعر فقد ورد في أشعار كثيرة ..منها :
أليس قليلا نظرة إن نظرتها |
|
إليك ولكن ليس منك قليل |
ـ ومنه قول الآخر :
وما بي انتصار إن عدا الدّهر ظالما |
|
عليّ بلى إن كان من عندك النّصر |
ـ ومنه قول النابغة :
ولا عيب فيهم أنّ سيوفهم |
|
بهنّ فلول من قراع الكتائب |