القسم الثاني عشر
القسم
وهو أن يقسم في كلامه بشيء لم يرد به تأكيد كلامه ولا تصديقه ، وإنما يريد به بيان شرف المقسم به وعلو قدره عنده. ومنه قوله تعالى : ( فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ). وقوله تعالى : ( وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ ). وقوله تعالى : ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ). وقوله تعالى : ( وَالسَّماءِ وَما بَناها وَالْأَرْضِ وَما طَحاها وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ). وقوله تعالى : ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) أقسم بهذه الأشياء كلها لعظم خلقها ولشرفها عنده ، وأقسم بحياة نبيه صلّى الله عليه وسلّم ليعرف الناس عظمته عنده ومكانته لديه .. ومنه قول الشاعر :
حلفت بمن سوّى السماء وشادها |
|
ومن مرج البحرين يلتقيان |
ومن قام في المعقول من غير ريبة |
|
بما شئت من إدراك كلّ عيان |
لما خلقت كفّاك إلا لاربع |
|
عقائل لم يعقل لهنّ ثوان |
لتقبيل أفواه وإعطاء نائل |
|
وتقليب هنديّ وجذب عنان |
قال المصنف عفا الله عنه : القسم في القرآن العظيم على قسمين : مظهر. ومضمر. فالمظهر كما تقدم. والمضمر على قسمين دلت لام القسم على حذفه كما في قوله تعالى : ( لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ). وفي قوله تعالى : ( لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ). والقسم الثاني ما