القسم السابع
الفك والسبك
أما الفك فهو أن يفصل المصراع الأول من المصراع الثاني أو الفقرة الأولى من الفقرة الثانية ، أو الجملة الأولى من الجملة الثانية ، ولا تتعلق الثانية بشيء من معنى الأولى مثل قول زهير :
حيّ الدّيار التي لم يعفها القدم |
|
بلى وغيرها الأرواح والديم |
ومن ذلك قول المتنبي :
جللا كما بي فليك التبريح |
|
أغذاء ذا الرّشإ الأغن الشيح |
وهذا النوع منه في القرآن كثير ، فإنه يأتي بجملة أثر جملة ليس لها تعلق بالتي قبلها والنحاة يسمون ذلك الجمل المعترضة .. وأما السبك فهو أن تتعلق كلمات البيت أو الرسالة ، أو الخطبة بعضها ببعض من أوله إلى آخره ، ولهذا قيل خير الكلام المسبوك المحبوك الذي يأخذ بعضه برقاب بعض ، والقرآن العظيم آياته كلها كذلك فاعرفه.