فصل
فيما احتوى عليه هذا الكتاب العزيز من تلوين الخطاب ومعدوله ، وفنون البلاغة وضروب الفصاحة ، وأجناس التجنيس وبدائع البديع ومحاسن الحكم والامثال مفصلا ، ومجملا خاطب العرب بلسانهم لتقوم به الحجة عليهم والخطاب الوارد عليهم ينقسم إلى قسمين ، باق على أصل مدلوله وموضوعه ، ومعدول به عن حقيقته إلى مسموعه ، والمجموع ما عدل ، وما لم يعدل مائة وعشرون قسما.
الأول : خطاب عام وهو ما أريد به جميع من يعقل مثل قوله تعالى : ( وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ) وقوله : ( وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ ).
الثاني : خطاب خاص بلفظ عام كقوله تعالى : ( أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ ) وقوله تعالى : ( هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ).
الثالث : خطاب الجنس مثل قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا النَّاسُ ).
الرابع : خطاب النوع مثل قوله تعالى : ( يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) ويريد بني آدم من صلبه خاصة وقوله تعالى : ( يا بَنِي إِسْرائِيلَ ).
الخامس : خطاب العين كقوله تعالى : ( يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ