قول من قال : إن اعجازه بحراسته من التبديل والتغيير والتصحيف والتحريف والزيادة والنقصان ، فإنه ليس عليه إيراد ولا مطعن.
وقال بعض العلماء : إن إعجازه إنما وقع بكون المتكلم به عالما بمراده من كل كلمة ، وما يليق بها ، وما ينبغي ان يلائمها من الكلام ، وما يناسبها في المعنى لا يختفي عنه ما دق من ذلك ، وما جل ولا مصرف كل كلمة ، ولا مآلها وغير الله تعالى لا يقدر على ذلك ، لأنه أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا ، وهذا القول من الأقوال التي لا مطعن عليها .. وقد عدد العلماء وجوها من اعجازه غير ما ذكرناه الأولى أن تعد من خصائصه.
وقال قوم : اعجازه من جهة أن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة قائمة بالذات ، وإن العرب اذا تحدوا بالتماس معارضتهم له والاتيان بمثله أو بمثل بعضه كلفوا ما لا يطاق. ومن هذه الجهة وقع عجزهم. وهذا القول أيضا حسن والله أعلم.