القسم الثامن
الحل والعقد
وهو أن يأخذ لفظا منظوما أو منثورا فينظمه مع الاتفاق في المعنى .. وهذا القسم يختص بالإنشاء معروف بالكتّاب البلغاء الفصحاء ، وهو من أجلّ ما يمتّون به وأعظم ما يترفعون بسببه .. وفي القرآن العظيم من جنسه وهو ما ورد فيه من آية مجملة فسرتها آية أخرى أو مفسرة أجملتها آية أخرى فأشبه ذلك الحل والعقد .. وأكثر ما يقع هذا النوع في الشعر والرسائل ، فإن الشعر معقود والنثر يحلله والنثر محلول والشعر يعقده وللماهرين في صناعة الانشاء من هذا كثير ، ليس هذا موضع ذكره إذ ليس غرضنا في هذا الكتاب إلا اثبات ما وقع في الكتاب العزيز من فنون الفصاحة وعيون البلاغة ، وبدائع البديع ، أو ما يجري مجرى ذلك.