الأعرابي الجمع لاعتقاده التسوية بينهما والرسول عليه الصلاة والسلام آمن من ذلك.
ومن لا يرى الجمع بين الحقيقة والمجاز يقدر ان الله يصلي على النبي وملائكته يصلون على النبي فيكون يصلون على النبي حقيقة في حق الملائكة ، ويكون يصلي المقدرة مجازا في حق الله.
وكذلك القول في قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ ) في الجمع بين الحقيقة والمجاز وافرادهما. ومثل هذا قوله تعالى : ( وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ) لو قال أحق أن يرضوهما لكان جامعا بين الله ورسوله في الضمير ، وبين الحقيقة والمجاز ، فإن رضى الرسول عليه الصلاة والسلام حقيقي ورضى الله تعالى مجازي. ومن لا يرى ذلك يقول : والله أحق أن يرضوه ورسوله أحق أن يرضوه كقول الشاعر :
نحن بما عندنا وأنت بما |
|
عندك راض والرّأي مختلف |
وهذه الأربعة وعشرون قسما التي ذكرناها من أقسام المجاز تحت كل قسم منها أقسام كثيرة يعرف ذلك من تأملها ونظر فيها. وحيث انتهى الكلام في الفصاحة والبلاغة والحقيقة والمجاز فلنأخذ في ذكر ما تضمنه الكتاب العزيز من فنون البلاغة وعيون الفصاحة وضروب علم البيان وبدائع البديع وأجناس التجنيس .. ولنبدأ من ذلك فيما يتعلق بالمعاني ، ثم نتلوه بما يتعلق بالألفاظ والاعتماد في ذلك معونة الله تعالى وتوفيقه وتيسيره وهدايته إلى الصواب والارشاد إلى ما يؤدي إلى جزيل الثواب وحسن المآب .. أما ما يختص بالمعاني فينقسم الى أقسام :