فَذلِكَ الْحَقُّ سَبِيلُهُ الْهُدى ، وَمَأْثُرَتُهُ (١) الْمَجْدُ ، وَصِفَتُهُ الْحُسْنى ؛ فَهُوَ أَبْلَجُ (٢) الْمِنْهَاجِ (٣) ، مُشْرِقُ (٤) الْمَنَارِ ، ذَاكِي (٥) الْمِصْبَاحِ ، رَفِيعُ الْغَايَةِ ، يَسِيرُ (٦) الْمِضْمَارِ (٧) ، جَامِعُ الْحَلْبَةِ (٨) ، سَرِيعُ السَّبْقَةِ (٩) ، أَلِيمُ النَّقِمَةِ ، كَامِلُ (١٠) الْعُدَّةِ ، كَرِيمُ الْفُرْسَانِ ؛ فَالْإِيمَانُ (١١) مِنْهَاجُهُ ، وَالصَّالِحَاتُ مَنَارُهُ ، وَالْفِقْهُ (١٢) مَصَابِيحُهُ ، وَالدُّنْيَا مِضْمَارُهُ ، وَالْمَوْتُ غَايَتُهُ ، وَالْقِيَامَةُ حَلْبَتُهُ (١٣) ، وَالْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ ، وَالنَّارُ نَقِمَتُهُ ، وَالتَّقْوى عُدَّتُهُ ، وَالْمُحْسِنُونَ (١٤) فُرْسَانُهُ.
فَبِالْإِيمَانِ (١٥) يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحَاتِ ، وَبِالصَّالِحَاتِ (١٦) يُعْمَرُ الْفِقْهُ ، وَبِالْفِقْهِ يُرْهَبُ
__________________
(١) « المأثرة » : المكرمة. ومآثر العرب : مكارمها ومفاخرها التي تؤثر عنها ، أي تروى وتذكر. ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٦٦ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢٢ ( أثر ).
(٢) في « ج ، ز ، ف » وحاشية « ص » : « أبلغ ». وفي « ص » : « أبلح ». وبلج الصُبُح بُلوجاً : أسفر وأنار ، ومنه قيل : بلج الحقّ إذا وضح وظهر. وأبلج ، بالألف كذلك. المصباح المنير ، ص ٦٠ ( بلج ).
(٣) في « ص » : « المناهج ».
(٤) في « بر ، بف » : « مشرف » بالفاء.
(٥) ذكت النارُ ذُكوّاً وذكاً وذكاءً ، واستذكت : اشتدّ لَهَبُها ، وهي ذكيّة. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٨٦ ( ذكو ).
(٦) في شرح المازندراني : « وفي بعض النسخ : بشير ، بالشين المعجمة ، فكأنّها تبشّر للسابق بما عند الله تعالى ».
(٧) « المضمار » : الموضع الذي تضمّر فيه الخَيل ، ويكون وقتاً للأيّام التي تُضَمَّر فيها. والمُضمِّر : الذي يُضمِّر خيله لغزو أو سباق. وتضمير الخيل : هو أن يظاهَر عليها بالعلف حتّى تسمن ، ثمّ لا تعلف إلاّقوتاً لتخفّ. النهاية ، ج ٣ ، ص ٩٩ ( ضمر ). قال المازندراني : « مضمار الإسلام الدنيا ، وهي يسير قليل يسهل السبق فيها إلى الله تعالى » ، وقال المجلسي : « ... المراد بقوله : يسير المضمار ، قلّة مدّته وسرعة ظهور السبق وعدمه ، أو سهولة قطعه وعدم وعورته ، أو سهولة التضمير فيه وعدم صعوبته لقصر المدّة ، وتهيّؤ الأسباب من الله تعالى ». راجع : شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ١٥٣ ؛ مرآة العقول ، ج ٧ ، ص ٣٠٨.
(٨) في « ب ، ز ، بر ، بف » : « الحلية ». وفي « ص ، ف » : « حليته ». و « الحَلْبَة » : خيلٌ تُجمع للسباق من كلّ أوب. لسانالعرب ، ج ١ ، ص ٣٢٨ ( حلب ).
(٩) يجوز فيه الضمّ أيضاً ، كما احتمله المجلسي في مرآة العقول.
(١٠) في الغارات : « قديم ».
(١١) في « ض » : « والإيمان ».
(١٢) في الغارات : « والعفّة ».
(١٣) في « بر ، بف » : « حليته ».
(١٤) في هامش المطبوع عن بعض النسخ : « والمؤمنون ».
(١٥) في الغارات : « فبالإسلام ».
(١٦) في « ز » : « والصالحات ».