وَبَعْضَهُمْ لَهُ نُورٌ قَلِيلٌ ، وَبَعْضَهُمْ لَيْسَ لَهُ نُورٌ (١)؟
فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : كَذلِكَ (٢) خَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَهُمْ فِي كُلِّ حَالَاتِهِمْ.
قَالَ آدَمُ عليهالسلام : يَا رَبِّ ، فَتَأْذَنُ لِي فِي الْكَلَامِ ؛ فَأَتَكَلَّمَ؟
قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : تَكَلَّمْ ؛ فَإِنَّ رُوحَكَ مِنْ رُوحِي ، وَطَبِيعَتَكَ (٣) خِلَافُ (٤) كَيْنُونَتِي (٥)
قَالَ آدَمُ : يَا رَبِّ (٦) ، فَلَوْ كُنْتَ خَلَقْتَهُمْ عَلى مِثَالٍ وَاحِدٍ ، وَقَدْرٍ وَاحِدٍ ، وَطَبِيعَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَجِبِلَّةٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَلْوَانٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَعْمَارٍ وَاحِدَةٍ ، وَأَرْزَاقٍ سَوَاءٍ ، لَمْ يَبْغِ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ ، وَلَمْ يَكُنْ (٧) بَيْنَهُمْ تَحَاسُدٌ وَلَا تَبَاغُضٌ ، وَلَا اخْتِلَافٌ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ.
قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا آدَمُ ، بِرُوحِي (٨) نَطَقْتَ ، وَبِضَعْفِ طَبِيعَتِكَ (٩) تَكَلَّفْتَ (١٠) مَا لَاعِلْمَ لَكَ بِهِ ، وَأَنَا الْخَالِقُ الْعَالِمُ (١١) ، بِعِلْمِي خَالَفْتُ بَيْنَ خَلْقِهِمْ (١٢) ، وَبِمَشِيئَتِي يَمْضِي (١٣) فِيهِمْ أَمْرِي ، وَإِلى تَدْبِيرِي وَتَقْدِيرِي (١٤) صَائِرُونَ ، لَا (١٥) تَبْدِيلَ لِخَلْقِي ، إِنَّمَا (١٦) خَلَقْتُ الْجِنَّ
__________________
(١) في « ب » وحاشية « بف » والبحار : + / « أصلاً ».
(٢) في « هـ » : « لذلك ». وفي حاشية « ج » : « ولذلك ». وفي مرآة العقول والبحار : « وكذلك ».
(٣) هكذا في جميع النسخ. وفي المطبوع : + / « [ من ] ». و « الطبع » : الجبلّة التي خلق الإنسان عليها. و « الطبيعة » : مزاج الإنسان المركّب من الأخلاط. المصباح المنير ، ص ٣٦٩ ( طبع ).
(٤) في « ف » : « بخلاف ».
(٥) في « ج ، د ، هـ » وحاشية « بر » والوافي : « كينونيّتي ».
(٦) في « ب » والبحار : ـ / « يا ربّ ».
(٧) في البحار : « ولم يك ».
(٨) في الاختصاص : « بوحيي ».
(٩) في « ز » وحاشية « بر » : « قوّتك ».
(١٠) في « ف » والبحار : « تكلّمت ».
(١١) في « ب ، ج ، ص ، ف ، هـ ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار والعلل والاختصاص : « العليم ».
(١٢) في حاشية « ز » : « بعلمي خلقتهم » بدل « بعلمي خالفت بين خلقهم ».
(١٣) في « ف » : « نمضي ».
(١٤) في « ز » : + / « وأمري ».
(١٥) في « ف » والبحار : « ولا ».
(١٦) في « ص » والوافي والعلل والاختصاص : « وإنّما ».