عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « الْعَدْلُ أَحْلى مِنَ الشَّهْدِ ، وَأَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ ، وَأَطْيَبُ رِيحاً مِنَ الْمِسْكِ ». (١)
١٩٦٢ / ١٦. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ (٢) :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ ، كَانَ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللهِ يَوْمَ لَاظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ : رَجُلٌ أَعْطَى النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ
__________________
توسّط خبر آخر كما لا يخفى على المتتبّع ، ويحتمل عوده إلى إبراهيم بن هاشم ؛ لروايته سابقاً عن ابن محبوب. ويمكن عوده إلى محمّد بن عبد الجبّار. والأوّل أظهر ، كما لا يخفى على المتتبّع ».
هذا ، وقد أرجع الشيخ الحرّ الضمير إلى محمّد بن عبد الجبّار في الوسائل ، ح ٢٠٥٥١. والظاهر أنّ الضمير راجع إلى أحمد بن محمّد بن عيسى كما استظهره المجلسي قدسسره ؛ فإنّا لم نجد رواية محمّد بن عبد الجبّار عن ابن محبوب إلاّفي خبرين : أحدهما في الكافي ، ح ١٥٩٢ ، والآخر في الأمالي للمفيد ، ص ٢٩٩ ، ح ٩ ، وكلا السندين ينتهيان إلى أبي حمزة الثمالي ، قبل المعصوم. فيستبعد جدّاً رجوع الضمير إلى محمّد بن عبد الجبّار ، مضافاً إلى أنّ رجوع الضمير إليه في أسناد الكافي في غاية النُدرة.
وأمّا احتمال رجوع الضمير إلى إبراهيم بن هاشم والد عليّ بن إبراهيم في ح ١٩٥٨ ، فإنّه وإن لم يكن غير منفيّ ، لكنّه لم يثبت وقوع هذه الظاهرة في أسناد الكافي ، كما يأتي في ح ٣٥٣٠ ، ويبعّده وقوع الفصل الكثير بين الضمير ومرجعه.
(١) الاختصاص ، ص ٢٦٢ ، عن ابن محبوب الوافي ، ج ٤ ، ص ٤٧٨ ، ح ٢٣٩٤ ؛ الوسائل ، ج ١٥ ، ص ٢٩٤ ، ح ٢٠٥٥١ ؛ البحار ، ج ٧٥ ، ص ٣٩ ، ح ٣٧.
(٢) الخبر رواه الصدوق في الخصال ، ص ٨٠ ، ح ٣ بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن عثمان بن جبلة ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام.
والظاهر صحّة ما في الخصال ؛ فإنّه مضافاً إلى عدم ملاءمة ما ورد في الكافي لطبقة إسماعيل بن مهران المعدود من أصحاب أبي الحسن الرضا عليهالسلام ـ كما في رجال البرقي ، ص ٥٥ ، ورجال الطوسي ، ص ٣٥٢ ، الرقم ٥٢٠٨ ـ فيبعد روايته عن أبي جعفر المراد به محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام بواسطة واحدةٍ ، روى عثمان بن جبلة عن أبي عبد الله عليهالسلام مع الواسطة فروايته عن أبي جعفر عليهالسلام مباشرةً بعيدة. راجع : بصائر الدرجات ، ص ٢٢ ، ح ١٠ ، وص ٥٠٧ ، ح ٨ ؛ معاني الأخبار ، ص ٤٠٣ ، ح ٧١ ؛ الغيبة للطوسي ، ص ٤٠٥.
هذا ، والمظنون قويّاً في وجه سقوط « عن أبي حمزة [ الثمالي ] » من سند الكافي ، هو جواز نظر الناسخ من لفظة « أبي » في « أبي حمزة » إلى « أبي » في « أبي جعفر » المورث للسقط.