أَوْسَعُ شَيْءٍ صَدْراً ، وَأَذَلُّ شَيْءٍ نَفْساً ، زَاجِرٌ عَنْ كُلِّ فَانٍ ، حَاضٌّ (١) عَلى كُلِّ حَسَنٍ ، لَاحَقُودٌ وَلَا حَسُودٌ ، وَلَا وَثَّابٌ (٢) وَلَا سَبَّابٌ ، وَلَا عَيَّابٌ وَلَا مُغْتَابٌ ، يَكْرَهُ الرِّفْعَةَ ، وَيَشْنَأُ السُّمْعَةَ (٣) ، طَوِيلُ الْغَمِّ (٤) ، بَعِيدُ (٥) الْهَمِّ ، كَثِيرُ الصَّمْتِ ، وَقُورٌ (٦) ، ذَكُورٌ ، صَبُورٌ ، شَكُورٌ ، مَغْمُومٌ بِفِكْرِهِ ، مَسْرُورٌ (٧) بِفَقْرِهِ ، سَهْل الْخَلِيقَةِ (٨) ، لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ (٩) ، رَصِينُ (١٠) الْوَفَاءِ ، قَلِيلُ الْأَذى ، لَامُتَأَفِّكٌ (١١)
__________________
ما يرد عليه من الغير. تاج العروس ، ج ١٨ ، ص ٤٣٤ ( فطن ).
(١) « حضّه » : حثّه. الصحاح ، ج ٢ ، ص ١٠٧١ ( حضض ).
(٢) قوله عليهالسلام : « ولاوثّاب » ، أي لايثب ولايطفر في وجوه الناس بالمنازعة والمعارضة ؛ من الوَثْب ، وهوالطَفْر ، وحيث إنّ هذه الصفة من لوازم الحمق وخفّة العقل فسّره العلاّمة الفيض بالطيش ، حيث قال : « الوثبة : الطيش ». راجع : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٧٩٣ ( وثب ).
(٣) أي يبغض الرياء.
(٤) في مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٠٤ : « طويل الغمّ ، أي لما تستقبله من سكرات الموت وأحوال القبر وأهوال الآخرة. « بعيد الهمّ » إمّا تأكيد للفقرة السابقة ، فإنّ الهمّ والغمّ متقاربان ، أي يهتمّ للُامور البعيدة عنه من امور الآخرة. أو المراد بالهمّ القصد ، أي هو عالي الهمّة لايرضى بالدون من الدنيا ».
(٥) في « بف » : « كثير ».
(٦) في المرآة : « أي ذو وقار ورزانة ، لايستعجل في الامور ، ولايبادر في الغضب ، ولا تجرّه الشهوات إلى ما لاينبغي فعله ».
(٧) في « هـ » : « مشهور ». وفي المرآة : « مغموم بفكره ، أي بسبب فكره في امور الآخرة. « مسرور بفقره » لعلمه بقلّةخطره ، ويسر الحساب في الآخرة ، وقلّة تكاليف الله فيه ».
(٨) « الخليقة » : الخُلُق ، والخليقة : الطبيعة. والجمع : الخلائق. أي ليس في طبعه خشونة وغلظة. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٥٢١ ( خلق ).
(٩) « العَريكة » : الطبيعة. وفلان ليِّن العريكة : إذا كان سلساً مطاوعاً منقاداً قليل الخلاف والنُّفور. النهاية ، ج ٣ ، ص ٢٢٢ ( عرك ).
(١٠) رصنتُ الشيءَ أرصنُه رَصناً : أكملتُه. وأرصنته : أحكمتُه. والرَّصين : المحكم الثابت. الصحاح ، ج ٥ ، ص ٢١٤٤ ( رصن ). وقال في المرآة : « وما في بعض نسخ الكافي بالضاد المعجمة تصحيف ».
(١١) في حاشية « بف » : « مُتَفتِّك ». و « المتأفّك » : من لا يبالي أن ينسب إليه الإفك ، أيالكذب ؛ قاله المازندراني. وأمّا المجلسي ، فإنّه قال : « كأنّه مبالغة في الإفك بمعنى الكذب ، أيلا يكذب كثيراً ، أو المعنى لا يكذب على