مُؤْمِنٌ ، وَلَايَأْكُلُ الرِّبَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَايَسْفِكُ الدَّمَ الْحَرَامَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، فَقَدْ ثَقُلَ عَلَيَّ هذَا (١) وَحَرِجَ (٢) مِنْهُ صَدْرِي حِينَ أَزْعُمُ أَنَّ هذَا الْعَبْدَ يُصَلِّي صَلَاتِي ، وَيَدْعُو دُعَائِي ، وَيُنَاكِحُنِي وَأُنَاكِحُهُ ، وَيُوَارِثُنِي وَأُوَارِثُهُ ، وَقَدْ خَرَجَ مِنَ الْإِيمَانِ مِنْ أَجْلِ ذَنْبٍ يَسِيرٍ أَصَابَهُ؟
فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : « صَدَقْتَ (٣) ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم يَقُولُ (٤) : وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ (٥) كِتَابُ اللهِ ، خَلَقَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ النَّاسَ عَلى ثَلَاثِ طَبَقَاتٍ ، وَأَنْزَلَهُمْ (٦) ثَلَاثَ مَنَازِلَ ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي الْكِتَابِ (٧) : ( أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ) ، ( وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ) ، ( وَالسّابِقُونَ ). (٨)
فَأَمَّا مَا ذَكَرَ (٩) مِنْ أَمْرِ (١٠) السَّابِقِينَ ، فَإِنَّهُمْ (١١) أَنْبِيَاءُ مُرْسَلُونَ وَغَيْرُ مُرْسَلِينَ ، جَعَلَ اللهُ فِيهِمْ خَمْسَةَ أَرْوَاحٍ : رُوحَ الْقُدُسِ ، وَرُوحَ الْإِيمَانِ ، وَرُوحَ الْقُوَّةِ ، وَرُوحَ الشَّهْوَةِ ، وَرُوحَ الْبَدَنِ ؛ فَبِرُوحِ الْقُدُسِ بُعِثُوا أَنْبِيَاءَ مُرْسَلِينَ (١٢) وَغَيْرَ مُرْسَلِينَ ، وَبِهَا عَلِمُوا الْأَشْيَاءَ ؛ وَبِرُوحِ الْإِيمَانِ عَبَدُوا اللهَ ، وَلَمْ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً (١٣) ؛ وَبِرُوحِ الْقُوَّةِ جَاهَدُوا عَدُوَّهُمْ ، وَعَالَجُوا مَعَاشَهُمْ (١٤) ؛ وَبِرُوحِ الشَّهْوَةِ أَصَابُوا لَذِيذَ الطَّعَامِ ، وَنَكَحُوا الْحَلَالَ مِنْ شَبَابِ
__________________
(١) في « ج » : ـ / « هذا ».
(٢) في « ج ، ص ، بف » : « وجرح ».
(٣) في الوافي : « صُدِقتَ ، على البناء للمفعول ، أي صدقوك فيما زعموا ». وفي مرآةالعقول : « صدقت ، على بناءالمعلوم المخاطب ... أو المعلوم الغائب ».
(٤) مفعول « يقول » محذوف ، أي يقول ذلك.
(٥) في الوسائل : ـ / « عليه ».
(٦) في « ب » : « فأنزلهم ».
(٧) في « هـ » : « وذلك قوله عزّوجلّ في كتابه ».
(٨) الواقعة (٥٦) : ٨ ـ ١٠.
(٩) في « د ، ز ، بس ، بف » والوافي والبحار : « ما ذكره ».
(١٠) في « هـ » : ـ / « أمر ».
(١١) في مرآة العقول : « فإنّهم ، بكسر الهمزة وقد يقرأ بفتحها ، فلأنّهم أنبياء ».
(١٢) في « ص » : « المرسلين ».
(١٣) في « هـ » : ـ / « وبروح الإيمان ـ إلى ـ شيئاً ».
(١٤) في « ب » : « معاشرهم ». وفي « هـ » وحاشية « بف » : « معايشهم ».