فلننظر إلى مجموعةٍ من هذهِ الأحاديث ، لنرى أنَّها رُويت في نفس المصادر والكتب السابقة ، ونقفَ على التناقض الفاضح الذي وقعت فيه هذهِ الروايات.
فقد جاءَ في ( التاج الجامع للأُصول ) عن صحيحي ( النسائي ) و ( الترمذي ) :
|
( وعن كعب بن عجزة رضيَ اللّهُ عنه قالَ : خرجَ علينا رسولُ اللّهِ صَلّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ ونحنُ تسعةٌ ، فقالَ : إنَّه سيكونُ بعدي أُمراءُ مَن صدَّقهم بكذبهم ، وأعانَهم على ظُلمهم ، فليسَ منّي ولستُ منه ، وليسَ بواردٍ عليَّ الحوض ، ومَن لم يصدِّقهم ، ولم يُعنهم على ظلمهم فهوَ منّي وأنا منه ، وهو واردٌ عليَّ الحوضَ ، رواهما النسائي والترمذي. واللّه تعالى أعلى وأعلم ) (١). |
وجاءَ في كلٍّ من ( صحيح البخاري ) و ( صحيح مسلم ) و ( سنن ابن ماجة ) و ( سنن الترمذي ) عن رسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنَّه قالَ :
|
( على المرء المسلم السمعُ والطاعةُ فيما أحبَّ وكره ، إلاّ أنْ يؤمرَ بمعصيةٍ فلا سَمع ولا طاعة ) (٢). |
وفي ( سنن ابن ماجة ) :
|
( وعن عبد اللّهِ بنِ مسعود عن النبي صَلّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ قالَ : سَيلي أُمورَكم بعدي رجالٌ يُطفئونَ السُنَّة ، ويعملونَ بالبدعة ، ويؤخرونَ الصلاةَ عن مواقيتها ، فقلتُ : يا رسولَ اللّهِ إنْ أدركتُهم |
__________________
(١) ناصيف ، منصور علي ، التاج الجامع للأصول ، ج : ٣ ، ص : ٥٣ ، باب : الإخلاص للأمير.
(٢) البخاري ، صحيح البخاري ، ج : ٨ ، كتاب الأحكام ، باب : السمع والطاعة للإمام ، ص : ١٠٥ ـ ١٠٦ ، ح : ٣.
وصحيح مسلم بشرح النووي ، ج : ١٢ ، ص : ٣٢٦.
وسنن ابن ماجة ، ج : ٢ ، باب : الجهاد ، ص : ٩٥٦ ، ح : ٢٨٦٤.
وسنن الترمذي ، ج : ٤ ، ح : ١٧٠٧ ، ص : ١٨٢.