وقوله تعالى ( وقرآن الفجر ) يجوز أن يكون حثا على طول القراءة فيها ، وكذلك كانت صلاة الفجر أطول الصلوات قراءة.
( ومن الليل فتهجد ) أي وعليك بعض الليل فتهجد به. والتهجد ترك الهجود ، وهو النوم للصلاة.
و ( نافلة ) أي عبادة زائدة لك على الصلوات الخمس. ووضع نافلة موضع تهجد لان التهجد عبادة زائدة ، فنافلة مصدر من غير لفظ الفعل قبله.
( مسألة )
فان قيل : أي فائدة في اخبار الله بقول اليهود أو المنافقين أو المشركين قبل وقوعه ، فقال ( سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ) (١).
قلنا : فائدته أن مفاجأة المكروه أشد والعلم به قبل وقوعه أبعد من الاضطراب إذا وقع لما يتقدمه من توطين النفس ، فان الجواب العتيد قبل الحاجة إليه أقطع للخصم وأرد لسعيه ، وقبل الرمي يراش السهم.
( ما ولاهم عن قبلتهم ) وهي بيت المقدس.
( لله المشرق والمغرب ) أي الأرض كلها ( يهدي من يشاء ) وهو ما توجبه الحكمة والمصلحة من توجيههم تارة إلى بيت المقدس وأخرى إلى الكعبة.
( مسألة )
( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها ). قال بعض المفسرين : قوله ( التي كنت عليها ) ليست بصفة القبلة ، انما هي ثاني مفعولي جعل ، يريد وما جعلنا
__________________
(١) سورة البقرة : ١٤٢.