هؤلاء يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى (١) انتهى كلامه.
وأقول : مستند الإجماع الّذي نقله الكشّي في حقّ هذه الجماعة الروايات الناطقة بأنّهم معتمدون في كلّ ما يروون.
وبهذا التحقيق ظهر عليك وانكشف لديك : أنّ ما ذكره رئيس الطائفة في كتاب العدّة : من أنّه أجمعت الطائفة على صحّة مراسيل جمع من الرواة كما أجمعوا على صحّة مسانيدهم (٢) مبنيّ على ورود الروايات الناطقة بأنّهم معتمدون في كلّ ما يروون.
والمتأخّرون ـ كالشهيد الثاني في شرح رسالته في فنّ دراية الحديث (٣) ـ تكلّموا على الإجماع الثاني ، وسببه قلّة تتبّعهم واستعجالهم في التأليفات واشتغالهم بها قبل أن يحقّقوا المباحث ، وبناؤهم تصانيفهم على المقدّمات المألوفة المشهورة الّتي يوجد مصداقها في أحاديث العامّة وفي رواة أحاديثهم ، كما صرّح بذلك ولد الشهيد الثاني ، وقد مرّ نقله عنه (٤).
الوجه السادس
توافق أخبار الأئمّة الثلاثة ـ قدّس الله أرواحهم ـ في صحّة أحاديث كتبهم ولا يقدح في ذلك اشتمال طرق كثير منها على من تغيّر حاله من الاستقامة إمّا بانتحال المذاهب الفاسدة أو بظهور الكذب منه وطروّ الاختلال عليه بعد أن كان ثقة مستقيما. ويؤيّدهم ما تقدّم نقله عن السيّد الأجلّ المرتضى رضى الله عنه.
الوجه السابع
إنّه لو لم يكن أحاديث كتبنا مأخوذة من الاصول المجمع عليها لزم أن يكون أكثر أحاديثنا غير صالحة للاعتماد عليها ، والعادة قاضية ببطلانه.
الوجه الثامن
إنّ كثيرا ما يطرح رئيس الطائفة الأحاديث الصحيحة باصطلاح المتأخّرين
__________________
(١) رجال الكشّي : ٥٢٣ ، ح ١٠٠٥.
(٢) عدّة الاصول : ١٥٤.
(٣) شرح البداية : ٨٢.
(٤) راجع ص ١٢٨.