عن جميل بن درّاج قال قال قال أبو عبد الله عليهالسلام : أعربوا حديثنا فانّا قوم فصحاء (١).
عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن هشام بن سالم وحمّاد بن عثمان وغيره قالوا : سمعنا أبا عبد الله عليهالسلام يقول : حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدّي وحديث جدّي حديث الحسين وحديث الحسين حديث الحسن وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلىاللهعليهوآله وحديث رسول الله صلىاللهعليهوآله قول الله عزوجل (٢).
عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن بن أبي خالد شينولة (٣) قال : قلت لأبي جعفر الثاني عليهالسلام : جعلت فداك! إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام وكانت التقيّة شديدة فكتموا كتبهم فلم ترو عنهم ، فلمّا ماتوا صارت الكتب إلينا فقال : حدّثوا بها فإنّها حقّ (٤) *.
وبنقل كلام جمع من علمائنا زائدا على ما نقلناه سابقا ليزيدك اطمئنانا بما نحن بصدد بيانه من بقاء أحاديث تلك الاصول الّتي كانت مرجعا للفضلاء المتقدّمين من أصحاب الأئمّة عليهمالسلام في عقائدهم وأعمالهم ، وانعقد إجماعهم على صحّة ما فيها إلى زمن الإمام ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني وزمن شيخنا الصدوق وزمن رئيس الطائفة بل زمن محمّد بن إدريس الحلّي وزمن المحقّق الحلّي ، ومن أنّهم
______________________________________________________
* في مضمون الحديث الأوّل ما يدلّ على عدم صحّة الاختلاف في الحديث عنهم عليهمالسلام إذا كان في غير التقيّة ، فيكون الاختلاف في غيرها دليلا على عدم الصحّة ، ومواضع التقيّة في الأخبار المدوّنة في اصول الشيعة نادرة الوقوع ، لعدم الضرورة الملجئة إلى تدوينها ، وقد أشرنا سابقا إلى ما يقتضي ذلك ، وهو خلاف ما يريده المصنّف من الاستدلال به على مطلوبه. وأمّا الثاني : فعلى تقدير تسليم صحّته لا نزاع في العمل بما في تلك الكتب المعيّنة إذا عرفناها بعينها إنّها هي الّتي أشار إليها أبو جعفر الجواد عليهالسلام وأنّى لنا معرفة ذلك وثبوت صحّتها من السهو وغلط الناسخ وتحريفه وغير ذلك حتّى يقطع بأنّ سندها ومتنها من كلام الأئمّة عليهمالسلام؟ ومع ذلك لا يلزم مساواة غيرها من الاصول لها في ذلك.
__________________
(١) الكافي ١ : ٥٢ ، ح ١٣.
(٢) الكافي ١ : ٥٣ ، ح ١٤.
(٣) في خ : شنبوله.
(٤) الكافي ١ : ٥٣ ، ح ١٥.