عبارة التسليم قد صارت متعارفة بين الخاصّة والعامّة في السلام عليكم ، يعرف ذلك بتتبّع الأخبار والتصانيف ، حيث يذكر فيها ألفاظ السلام المستحبّة ، ثمّ يقال بعدها : وبعد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، ثمّ يسلّم ، وهذا تصريح منهم بأن اسم التسليم الشرعي مختصّ بصيغة السلام عليكم ) (١). قال في ( المناهج ) : ( واعلم أن المحقّق : استدلّ على هذا المدّعى بقوله صلىاللهعليهوآله تحليلها التسليم (٢) لأنه يقع على كلّ واحد [ من ] العبارتين ، قال : ( ويؤيّد ذلك روايات عن أهل البيت : ، صلوات الله عليهم ) (٣).
وذكر منها رواية أبي بصير (٤) : ، ثمّ قال : ( يلزم من الاقتصار في الخروج على ما يسمّى تسليماً الخروج بقوله السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته.
فلنا : السلام على النبيّ صلىاللهعليهوآله من جملة أذكار الصلاة فلا يخرج به ويجري مجرى الدعاء والثناء على الله سبحانه وتعالى ، ويدلّ عليه روايات ). وذكر منها رواية أبي كَهْمَس (٥) والحلبي (٦).
ثمّ قال : ( ولو قيل : احتججتم بفعل النبيّ صلىاللهعليهوآله : وهو صلىاللهعليهوآله لم يخرج إلّا بقول السلام عليكم ورحمة الله ، فيجب الاقتصار عليه ، قلنا : دلّ على الجواز قوله صلىاللهعليهوآله وتحليلها التسليم (٧) ، وهو صادق على كلّ ما يسمّى تسليماً ممّا ذكر في الصلاة عدا ما يقصد به الدعاء للنبيّ والأئمّة عليهم الصلاة والسلام ) (٨). هذا ما تعلّق من كلامه بالاحتجاج على مذهبه.
__________________
(١) الذكرى : ٢٠٧ ( حجريّ ).
(٢) الكافي ٣ : ٦٩ / ٢ ، وسائل الشيعة ٦ : ٤١٥ ، أبواب التسليم ، ب ١ ، ح ١.
(٣) المعتبر ٢ : ٢٣٤.
(٤) تهذيب الأحكام ٢ : ٩٣ / ٣٤٩ ، وسائل الشيعة ٦ : ٤٢١ ، أبواب التسليم ، ب ٢ ، ح ٨.
(٥) التهذيب ٢ : ٣١٦ / ١٢٩٢ ، وسائل الشيعة ٦ : ٤٢٦ ، أبواب التسليم ، ب ٤ ، ح ٢.
(٦) تهذيب الأحكام ٢ : ٣١٦ / ١٢٩٣ ، وسائل الشيعة ٦ : ٤٢٦ ، أبواب التسليم ، ب ٤ ، ح ١.
(٧) الكافي ٣ : ٦٩ / ٢.
(٨) المعتبر ٢ : ٢٣٤ ـ ٢٣٥.