ثمّ قال : وأمّا كراماته التي خصّ بها فهي كثيرة ، لا سبيل إلى استقصائها. ثمّ قال : ولم يعلم أنّ أحداً من الأئمّة المهتدين الهادين ( عليهم السلام ) نقل له ما يقرب ممّا كان للإمام المنصور بالله.
ثمّ قال : كانت دعوته ( عليه السلام ) العامّة التي هي دعوة الإمامة ـ وقد تقدّم من الجوف إلى الحقل ـ في شهر ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
ثمّ قال : ولم يعلم أنّه اجتمع لأحد من أئمّتنا ( عليه السلام ) ما اجتمع له من انتظام أمور اليمن والحجاز وجيلان وديلمان قبله ( عليه السلام ) ، وكذلك فإنّ جميع من في جهات الري من الزيديّة كلّهم اعتقدوا إمامته ( عليه السلام ) وعلا صيته في جميع الأقطار.
ثمّ قال : واختار الله له الانتقال إلى دار كرامته ومستقر رحمته يوم الخميس لاثني عشر يوماً من شهر المحرم سنة أربع عشرة وستّمائة.
ثمّ قال : وله من التصانيف الجمّة ما لا يوجد لإمام ممّن قام في اليمن من أئمّة الزيديّة ( عليه السلام ) إلى هذه الغاية ، بل لا يدنو منها (١).
قال الحسن بن بدر الدين ( ت ٦٧٠ هـ ) في أنوار اليقين :
أو كإمام عصرنا المنصور |
|
الصابر العلاّمة المشهور |
ثمّ قال : بعد أن ذكر اسمه ونسبه : قام ( عليه السلام ) بعد الإمام المتوكّل على الله ، وكان معاصراً للملّقب بالناصر.
ثمّ قال : وكانت البيعة له ( عليه السلام ) يوم الجمعة عشر من ربيع الأوّل سنة أربع وتسعين وخمسمائة ، وله ( عليه السلام ) التصانيف الكثيرة والفتاوى الحسنة.
ثمّ قال : وتوفّي ( عليه السلام ) يوم الخميس لاثني عشر يوماً من شهر المحرّم سنة
____________
١ ـ الحدائق الورديّة ٢ : ٢٤٧ ـ ٣٥٤.