أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ، وهم : آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم فثبت بهذا النص الصحيح ما فسرّه الصاحب الذي شهد نزول الوحي بتفسيره الصريح ، هذا كلام أبي الخطاب (١).
الرابع : قال : لنا أيضاً : إنّ رسول ( صلى الله عليه وآله ) قد بيّن أهل البيت من هم وذلك ثابت فيما رويناه سماعاً بالسند الصحيح من ( صحيح الترمذي ) فأوّل ما فيه أن ترجم مناقب أهل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، يرفعه إلى جابر بن عبد الله ، قال : رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حجّته يوم عرفة ، وهو على ناقته القصوى يخطب ، فسمعته يقول : « يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي » وفي الباب عن أبي ذرّ وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة ابن أسيد (٢).
الخامس : قال : قال الإمام المنصور بالله ( عليه السلام ) ، من صحيح أبي داود ومسلم ، ومن الجمع بين الصحيحين للحميدي ، وهو ما رواه عن زيد بن أرقم ، قال : قام فينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خطيباً بماء يدعى ( خمّاً ) بين مكّة والمدينة ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ووعظ وذكّر ، ثمّ قال : « أمّا بعد أيّها الناس ، فإنّما أنا بشر مثلكم ، يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به » فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال : « وأهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي ، أذكّركم الله في أهل بيتي » فأوصى بكتاب الله دفعة وبأهل بيته ثلاثاً تأكيداً للحق ، وإيجاباً
____________
١ ـ هداية الراغبين : ٤٢ ، من هم أهل البيت.
٢ ـ هداية الراغبين : ٤٨ ، من هم أهل البيت.