منه فتزايد عليه إلى نصف النهار من غده ، وهو يوم الجمعة ثالث وعشرين منه ، فتوفّي إلى رحمة الله ورضوانه ، وقد كنت طلعت لعيادته أوّل الأسبوع الذي مات فيه ، فأخبرني بمرضه ، وبشّرني أنّه إلى خير (١).
قال داود بن الهادي في ذيل البسّامة : مولانا الإمام الهادي إلى الحقّ أمير المؤمنين عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيّد بن جبريل ـ صلوات الله عليهم ـ كلّ بكرة وأصيل ، نشأ منشأ آبائه الجحاجحة الكرام ، ثمّ ذكر طلبه للعلم ومؤلّفاته ، إلى أن قال : وكانت وفاته قدّس الله روحه ، ونوّر ضريحه يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رجب سنة تسعمائة ، وقد ناهز في السنّ خمساً وخمسين سنة ، منها مدّة خلافته تسع عشرة سنة وعشرة أشهر إلاّ أيّاماً ، ثمّ قال : هذا ما أردت اختصاره من سيرته ( عليه السلام ) ، ومن أراد استقصاء سيرته ( عليه السلام ) نظر في ( شرح الزحيف ) (٢).
قال محمّد بن عبد الله ( ت ١٠٤٤ هـ ) في التحفة العنبريّة ـ بعد أن ذكر اسمه ونسبه ـ : ولد في هجرة فللة ، يوم الاثنين لسبع ليال بقين من شهر شوال سنة خمس وأربعين وثمانمائة ثمّ ذكر جملاً من سيرته وأحواله إلى أن قال : وكان وفاته قدّس الله روحه يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر رجب الأصب سنة تسعمائة ودفن بقبّة جدّه الإمام الهادي لدين الله على بن المؤيّد لأنّه أوصى بذلك (٣).
قال السيد أحمد الشرفي ( ت ١٠٥٥ هـ ) في اللآلي المضيّة : ولمّا مات ابن يوسف اجتمعت الكلمة من أكثر الناس للإمام الهادي إلى الحق عز الدين بن
____________
١ ـ مآثر الأبرار ٣ : ١٢٠٤.
٢ ـ ذيل البسّامة ٣ : ١٣٧٠ مطبوع آخر مآثر الأبرار.
٣ ـ التحفة العنبريّة في المجدّدين من أبناء خير البريّة : ٢٦٩.