بمنزلتهم ، لهم ما لهم ، وعليهم ما عليهم ، إلاّ أنّه لا يوحى إليهم (١).
فهذا النصّ يدلّ على أمور لم تلتزم بها الزيديّة بل أثبتوا خلافها ، منها :
أوّلاً : إنّ الإمامة أفضل منزلة وأعلى رتبة من النبوّة والرسالة.
فهذا أمر لم تلتزم به الزيديّة ، بل شنّعوا على من قال به ، وهذا هو القاسم الرسّي ( ت ٢٤٦ هـ ) الذي نسبوا إليه هذا الكتاب يرفض هذا الأمر رفضاً باتّاً ، قال في كتابه الردّ على الروافض : إنّ الأنبياء أعطوا ما لم يعط غيرهم من الأئمّة ، ممّا بانوا من سواهم من الخلايق ، إلى أن قال ـ رادّاً على الروافض ـ : فتحتجّون علينا بحجّة الأنبياء ، وتساوون صاحبكم بالأنبياء (٢).
فهذا النصّ بيّن لنا موقف القاسم الرسّي بخصوص هذه القضيّة ، وهو كما ترى فإنّه خلاف ما موجود في هذا الكتاب تماماً ، وكذا رأى علماء كثير من الزيديّة بهذا الخصوص.
أما رأي الإمامية فهو نفسه رأي صاحب الكتاب ، وخصوصاً في تفسير هذه الآية التي فسّرها صاحب كتاب الكامل المنير ، وإن كان يوجد بعض الاختلاف اليسير ، انظر مثلاً : الكافي (٣) ، عيون أخبار الرضا (٤) ، كمال الدين وتمام النعمة (٥) ، بصائر الدرجات (٦) ، تفسير كنز الدقائق (٧) ، تفسير الميزان (٨) ، وغيرها من المصادر.
____________
١ ـ الكامل المنير : ٢٨.
٢ ـ الردّ على الروافض : ٢٦١ ، ضمن مجموع القاسم الرسّي ، مخطوط مصوّر.
٣ ـ الكافي ١ : ١٧٥.
٤ ـ عيون أخبار الرضا ١ : ١٩٥.
٥ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٦٧٦.
٦ ـ بصائر الدرجات : ٥٢٩.
٧ ـ كنز الدقائق ٢ : ١٣٨.
٨ ـ الميزان ١ : ٢٧٦.