الإماميّة ، ومخالف لما ترتأيه الزيديّة ، وتعمل على وفقه.
النصّ الثالث :
قال ـ بعد أن ذكر رواية في سندها أبو الجاورد ـ : وهؤلاء المخالفون لنا ولكم (١).
فهو يعدّ أبا الجارود من المخالفين له ، ومن المعروف بين جميع الفرق والطوائف أنّ أبا الجارود وهو زياد بن المنذر زيديّ ، بل هو رأس الزيديّة الجاروديّة ، وهذا ما نصّت عليه كتب الزيديّة (٢) والإماميّة (٣) ، فصاحب الكامل المنير أبا الجارود يعتبر الزيديّ مخالفاً له ، فلا يمكن أن يكون هو زيديّاً.
فهذه النصوص تثبت أنّ صاحب هذا الكتاب ليس زيديّاً ، بل هو إمامي ، وهناك نصوص عديدة أخرى تثبت هذا المعنى كما في حديثه عن الخليفة الأوّل والثاني ، ونقله (٤) حديثاً يثبت أنّ الإمامة النصّيّة تجاوزت الأئمّة الثلاث ( عليهم السلام ) الى من بعدهم (٥) ، وهناك نصوص أخرى تثبت ما ادّعيناه.
فهذا الكتاب وإن حفظ لنا مع التراث الزيديّ الضخم إلاّ أنّه ليس زيديّاً ، بل إماميّاً اثني عشرياً.
____________
١ ـ الكامل المنير : ١٧٤.
٢ ـ انظر : طبقات الزيديّة : ٣١١ ، الطبقة الثانية ، مخطوط مصوّر.
٣ ـ انظر : رجال الطوسي : ١٣٥ ] ١٤٠٩ [ ، رجال النجاشي : ١٧٠ ] ٤٤٨ [.
٤ ـ الكامل المنير : ١٠١.
٥ ـ الكامل المنير : ٤٩.