أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام في هذه الآية قالا إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقوم من اللّيل ثلاث مرّات فينظر في آفاق السماء فيقرأ خمس آيات من آل عمران «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ـ إلى قوله تعالى ـ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ» ثمّ يفتح صلاة اللّيل الخبر (١).
وقيل : معناه صلاة المغرب والعشاء الآخرة ، وإدبار النجوم يعني الركعتين قبل صلاة الفجر وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام (٢) وذلك حين تدبر النجوم أي حين تغيب بضوء الصّبح ، وقيل معناه صلاة الفجر المفروضة وقيل معناه لا تغفل عن ذكر ربّك صباحا ومساء ونزّهه في جميع أحوالك ليلا ونهارا فإنّه لا يغفل عنك وعن حفظك ، وفي هذه الآية دلالة على أنّه سبحانه قد ضمن حفظه وكلايته حتّى بلّغ الرسالة ، الله يعلم بحقيقة كلامه وغيره.
ويدلّ على رجحان القيام للصّلاة عن المضاجع ، والصّلاة بالليل ودعاء الربّ خوفا من العقاب ، وطمعا في الثواب ، والإنفاق ممّا رزقه الله تعالى قوله تعالى : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (٣) ترتفع جنوبهم عن مواضع اضطجاعهم لصلاة اللّيل وهم المتهجّدون باللّيل الّذين يقومون عن فرشهم للصّلوة ، وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام ، فهو القيام في اللّيل لصلاة اللّيل والتهجّد المشهور ، وظاهر الآية أنّهم يقومون للدعاء خوفا من عدم الإجابة وطمعا لها ، كأنّه الدّعاء في الوتر وغيره ، وقيل هم الّذين لا ينامون حتّى يصلّوا العشاء الآخرة ، قال أنس نزلت فينا معاشر الأنصار كنّا نصلّي المغرب فلا نرجع إلى رحالنا حتّى نصلّي مع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم صلاة العشاء وقيل هم الّذين يصلّون ما بين المغرب والعشاء الآخرة وهي صلاة الأوّابين ، وقيل هم الّذين يصلّون العشآء والفجر في جماعة (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً) من عذاب الله
__________________
(١) الوسائل الباب ٥٣ من أبواب المواقيت ح ١ ـ ٤.
(٢) ذكر في مجمع البيان مرسلا ورواء الكليني في الكافي مسندا ج ٣ ص ٤٤٤.
(٣) السجدة : ١٦ :