قال البلادي : « واد فحل من أودية الحجاز التهاميّة ... وينحدر غرباً ، فيمرّ جنوب عرفات عن قرب ، ثمّ يجتمع بعُرَنَة فيطلق عليه اسم عُرَنَة ، يمرّ بين جبلَي كُساب وحَبَشي جنوب مكّة على أحد عشر كيلا ، ويكون هناك حدود الحرم الشريف ، ويتّسع الوادي بين كبكب والقرضة فيسمّى خبت نعمان لفياحه وسعته » (١).
وقال الجاسر : « ونعمان : واد عظيم يقطعه القادم من الطائف إلى مكّة من طريق كرا إذا أقبل على عرفات ، وهو يحفّ جنوب عرفات ، فيه مزارع ومياه كثيرة » (٢).
وقال في مجمع البحرين : « الأراك كسحاب شجر يُستاك بقضبانه ، له حمل كعناقيد العنب يملأ العنقود الكفّ ، والمراد به هنا موضعٌ بعرفة من ناحية الشام قرب نَمِرَة » (٣).
أقول : يبدو ـ كما ذكرنا سابقاً ـ أنّ الأراك ليس من حدود عرفة ؛ لعدم ملاصقته للحدود ، وإنّما نُهي عن الوقوف فيه وصرّح بعدم الإجزاء ؛ لاحتمال الاشتباه في الوقوف فيه.
وقد ذكر الدكتور الفضلي : أنّ عين زبيدة الشهيرة تنبع منه (٤).
والخلاصة : فعرفة من جهة الشمال الشرقي حدّها جبل سعد ( جبل عرفات ).
ومن جهة الشرق سلسلة جبال. وكذا من جهة الجنوب. ومن الغرب وادي عُرَنَة.
وعلى هذا فسيكون ذو المجاز ـ إذا لم يكن هو السوق ـ حدّها من جهة الشمال الغربي.
__________________
(١) معجم معالم الحجاز : ج ٩ ، ص ٦٩.
(٢) انظر المجاز لابن خميس : ص ٢٨٧.
(٣) مجمع البحرين للطريحي ، مادّة أرك.
(٤) هداية الناسكين : ١٦٩.