الصرورة المَشْعَر برجله.
فقد حُكي عن الشهيد الأوّل في الدروس : « والظاهر أنّه المسجد الموجود الآن » ، وورد استحباب الصعود على قُزَح ( بضمّ القاف وفتح الزاي المعجمة ) ، قال الشيخ الطوسي رحمهالله : « هو المشعر الحرام ، وهو جبلٌ هناك يستحبّ الصعود عليه وذكر الله عليه » (١).
وعلى هذا الذي تقدّم يكون إطلاق المشعر على المزدلفة كلّها إطلاقاً مجازيّاً من باب تسمية الشيء باسم الجزء.
وأمّا جُمَع التي ضُبِطَت في بعض مناسك الحجّ بضمّ الجيم وفتح الميم ، فقد ضُبِطَت عند الجغرافيّين والبلدانيين وأهل اللغة والمعاجم ، بفتح الجيم وسكون الميم ، فقد قال الشريف الرضي :
اُحِبُّكَ ما أقامَ منى وجَمْع |
|
وما أرسى بمكّة أخشباها |
وقد سمّيت بذلك لاجتماع الحجّاج فيها بعد الإفاضة من عرفات.
وأمّا تسميتها بالمزدلفة : وبدون أل على صيغة اسم الفاعل على زِنَة ( مُفْتَعِل ) فقد جاءت هذه التسمية من الازدلاف بمعنى التقدّم والإفاضة كما جاء في حديث معاوية بن عمّار ، عن الإمام الصادق عليهالسلام : « وإنّما سُمّيت مزدلفة لأنّهم ازدلفوا إليها من عرفات » (٢). ومقتضى مفاد هذا الحديث أن يكون لفظها بصيغة اسم المفعول ( مزدلَفة ) بفتح اللام لأنّها اسم مكان.
وأمّا حدود المزلفة : فقد ذكرت الروايات حدود المزدلفة « بما بين المأزمين إلى الحياض إلى وادي محسِّر » (٣).
وفي صحيح زرارة عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : « حدُّها ما بين المأزمين إلى
__________________
(١) شرح اللمعة الدمشقيّة : ج ٢ ، ص ٢٧٦.
(٢) الوسائل : ج ١٠ ، الباب ٤ من أبواب الوقوف بالمشعر ، ح ٥.
(٣) المصدر السابق ، ح ١.