(٢٢) ـ
بأنّ ذا الكلب عمرا خيرهم حسبا |
|
ببطن شريان يعوى حوله الذّيب |
__________________
٢٢ ـ البيت لجنوب أخت عمرو ذى الكلب بن العجلان أحد بنى كاهل ، وهو من قصيدة لها ترثيه بها ، وأولها :
كلّ امرىء بمحال الدّهر مكذوب |
|
وكلّ من غالب الأيّام مغلوب |
اللغة : «محال الدهر» بكسر الميم ، بزنه كتاب ـ كيده أو مكره ، وقيل : قوته وشدته «شريان» ـ بكسر أوله وسكون ثانيه ـ موضع بعينه ، أو واد ، أو هو شجر تعمل منه القسى «يعوى حوله الذيب» كناية عن موته ، والباء من قولها «بأن» متعلقة بأبلغ فى بيت قبل بيت الشاهد ، وهو قوله :
أبلع هذيلا وأبلغ من يبلّغهم |
|
عنّى حديثا ، وبعض القول تكذيب |
الاعراب : «بأن» الباء حرف جر ، وأن : حرف توكيد ونصب «ذا» ـ بمعنى صاحب .. اسم أن ، منصوب بالألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة ، وذا مضاف و «الكلب» مضاف إليه «عمرا» بدل من ذا «خيرهم» خير : صفة لعمرا ، وخير مضاف والضمير مضاف إليه «حسبا» تمييز «ببطن» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر أن ، وبطن مضاف و «شريان» مضاف إليه «يعوى» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء للثقل «حوله» حول : ظرف متعلق بيعوى ، وحول مضاف وضمير الغائب العائد إلى عمرو مضاف إليه «الذيب» فاعل يعوى ، والجملة فى محل نصب حال من عمرو ، ويجوز أن يكون قولها «ببطن» جارا ومجرورا متعلقا بمحذوف حال من عمرو ، وتكون جملة «يعوى إلخ» فى محل رفع خبر أن ، وأن وما دخلت عليه فى تأويل مصدر مجرور بالباء ، والجار والمجرور متعلق بأبلغ فى البيت الذى أنشدناه.
الشاهد فيه : قولها «ذا الكلب عمرا» حيث قدمت اللقب ـ وهو قولها «ذا الكلب» ـ على الاسم ـ وهو قولها «عمرا» ـ والقياس أن يكون الاسم مقدما على اللقب ، ولو جاءت بالكلام على ما يقتضيه القياس لقالت «بأن عمرا ذا الكلب».
وإنما وجب فى القياس تقديم الاسم وتأخير اللقب لأن الاسم يدل على الذات وحدها واللقب يدل عليها وعلى صفة مدح أو ذم كما هو معلوم ، فلو جئت باللقب أولا لما كان