..................................................................................
__________________
روى أكثر هذه القصيدة أبو على القالى فى أماليه ، وروى أبو السعادات ابن الشجرى فى حماسته منها أكثر مما رواه أبو على ، وأول هذه القصيدة قوله :
طربت ، وأنت أحيانا طروب |
|
وكيف وقد تعلّاك المشيب؟ |
يجدّ النّأى ذكرك فى فؤادى |
|
إذا ذهلت على النّأى القلوب |
يؤرّقنى اكتئاب أبى نمير |
|
فقلبى من كآبته كئيب |
فقلت له : هداك الله! مهلا |
|
وخير القول ذو الّلبّ المصيب |
عسى الكرب الّذى أمسيت فيه |
|
يكون وراءه فرج قريب |
اللغة : «طربت» الطرب : خفة تصيب الإنسان من فرح أو حزن «النأى» البعد «الكرب» الهم والغم «أمسيت» قال ابن المستوفى : يروى بضم التاء وفتحها ، والنحويون إنما يروونه بضم التاء ، والفتح عند أبى حنيفة أولى ؛ لأنه يخاطب ابن عمه أبا نمير كما هو ظاهر من الأبيات التى رويناها ، وكان أبو نمير معه فى السجن.
الإعراب : «عسى» فعل ماض ناقص «الكرب» اسم عسى مرفوع به «الذى» اسم موصول صفة للكرب «أمسيت» أمسى : فعل ماض ناقص ، والتاء اسمه «فيه» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر أمسى ، والجملة من أمسى واسمه وخبره لا محل لها صلة الموصول «يكون» فعل مضارع ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه «وراءه» وراء : ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم ، ووراء مضاف والهاء مضاف إليه «فرج» مبتدأ مؤخر «قريب» صفة لفرج ، والجملة من المبتدأ والخبر فى محل نصب خبر «يكون» والجملة من «يكون» واسمها وخبرها فى محل نصب خبر «عسى».
الشاهد فيه : قوله «يكون وراءه ـ إلخ» حيث وقع خبر «عسى» فعلا مضارعا مجردا من «أن» المصدرية ، وذلك قليل ، ومثله الشاهد الذى بعده (ش ٨٧) وقول الآخر :
عسى الله يغنى عن بلاد ابن قادر |
|
يمنهمر جون الرّباب سكوب |
(المنهمر : أراد به المطر الكثير ، والجون : الأسود ، والرباب : السحاب ، والسحاب الأسود دليل على أنه حافل بالمطر) ومثل هذه الأبيات قول الآخر :
فأمّا كيّس فنجا ، ولكن |
|
عسى يغترّ بى حمق لئم |