..................................................................................
__________________
قضى كلّ ذى دين فوفّى غريمه |
|
وعزّة ممطول معنّى غريمها |
أو بأن يكونا مصدرين كقولك : عجبت من حبك وتقديرك زيدا ، أو بأن يكونا اسمى تفضيل كقولك : زيد أضبط الناس وأجمعهم للعلم ، أو بأن يكونا صفتين مشبهتين نحو قولك : زيد حذر وكريم أبوه ، أو بأن يكونا مختلفين ؛ فمثال الفعل واسم الفعل قوله تعالى (هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ) ومثال الفعل والمصدر قول الشاعر :
لقد علمت أولى المغيرة أنّنى |
|
لقيت فلم أنكل عن الضّرب مسمعا |
فقوله «مسمعا» اسم رجل ، وقد تنازعه من حيث العمل كل من «لقيت» و «الضرب»
ومنه تعلم أنه لا تنازع بين حرفين ، ولا بين فعلين جامدين ، ولا بين اسمين غير عاملين ، ولا بين فعل متصرف وآخر جامد ، أو فعل متصرف واسم غير عامل.
ويشترط فى العاملين ـ سوى ما فصلنا ـ شرط ثان ، وهو : أن يكون بينهما ارتباط ؛ فلا يجوز أن تقول «قام قعد أخوك» إذ لا ارتباط بين الفعلين :
والارتباط يحصل بواحد من ثلاثة أمور :
(الأول) أن يعطف ثانيهما على أولهما بحرف من حروف العطف ، كما رأيت
(الثانى) أن يكون أولهما عاملا فى ثانيهما ، نحو قوله تعالى : (وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ) العاملان هما ظنوا وظننتم ، والمعمول المتنازع فيه هو (أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ) و (كَما ظَنَنْتُمْ) معمول لظنوا ، لأنه صفة لمصدر يقع مفعولا مطلقا ناصبه ظنوا.
(الثالث) أن يكون جوابا للأول ، نحو قوله تعالى (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) ونحو قوله جل شأنه : (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً).
ويشترط فى العاملين أيضا : أن يكون كل واحد منهما موجها إلى المعمول من غير فساد فى اللفظ أو فى المعنى ، فخرج بذلك نحو قول الشاعر :
*أتاك أتاك اللّاحقون احبس احبس*