..................................................................................
__________________
تره ، ويريد به ههنا ما لم يكن الصاحب حاضرا «أحفظ للعهد» يروى فى مكانه «أحفظ للود» والود ـ بضم الواو فى المشهور ، وقد تكسر الواو ، أو تفتح المحبة «ألغ» يريد لا تجعلن لكلام الوشاة سبيلا إلى قلبك «الوشاة» جمع واش. وهو الذى ينقل إليك الكلام عن خلانك وأحبائك بقصد إفساد ما بينكم من أواصر المحبة «يحاول» هو مضارع من المحاولة ، وأصلها إرادة الشىء بحيلة.
المعنى : إذا كانت بينك وبين أحد صداقة ، وكان كل واحد منكما يعمل فى العلن على إرضاء صاحبه ؛ فتمسك بأواصر هذه المحبة فى حال غيبة صديقك عنك ، ولا تقبل فى شأنه أقوال الوشاة ؛ فإنهم إنما يريدون إفساد هذه الصداقة وتعكير صفوها.
الإعراب : «إذا» ظرف زمان تضمن معنى الشرط ، مبنى على السكون فى محل نصب «كنت» كان : فعل ماض ناقص ، والتاء ضمير المخاطب اسمه ، وجملة «ترضيه» من الفعل مع فاعله المستتر ومفعوله فى محل نصب خبر كان ، والجملة من كان ومعموليها فى محل جر بإضافة إذا إليها ، وهى جملة الشرط «ويرضيك» فعل ومفعول به «صاحب» فاعل يرضيك ، وجملة برضيك وفاعله ومفعوله فى محل نصب معطوفة على جملة ترضيه التى قبلها «جهارا» منصوب على الظرفية تنازعه كل من الفعلين السابقين «فكن» الفاء لربط الجواب بالشرط ، كن : فعل أمر ناقص ، وسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فى الغيب» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال «أحفظ» خبر كن «للعهد» جار ومجرور متعلق بأحفظ.
الشاهد فيه : قوله «ترضيه ويرضيك صاحب» فقد تقدم فى هذه العبارة عاملان ـ وهما «ترضى» و «يرضى» ـ وتأخر عنهما معمول واحد ـ وهو قوله «صاحب» ـ وقد تنازع كل من «ترضى» و «يرضى» ذلك الاسم الذى بعدهما وهو «صاحب» والأول يطلبه مفعولا به. والثانى يطلبه فاعلا ، وقد أعمل الشاعر فيه الثانى وأعمل الأول فى ضميره الذى هو الهاء ، والجمهور يرون أنه كان يجب على الشاعر ألا يعمل الأول فى الضمير ؛ لأن هذا الضمير فضلة يستغنى الكلام عنه ، وذكر الضمير مع العامل الأول يترتب عليه الإضمار قبل الذكر. والإضمار قبل الذكر لا يجوز. وقد ارتكبه الشاعر ، من غير ضرورة ملجئة إلى ارتكاب هذا المحظور ؛ فإنهم إنما أجازوا ـ فى