وكقول الشاعر :
(١٨٣) ـ
نجّيت يا ربّ نوحا ، واستجبت له |
|
فى فلك ماخر فى اليمّ مشحونا |
وعاش يدعو بآيات مبيّنة |
|
فى قومه ألف عام غير خمسينا |
__________________
واحد من الأمور الثلاثة التى يأتى بيانها فى هذا الباب ، وليس واحد منها بموجود هنا.
وأجيب بأنا لا نسلم أن الأمور الثلاثة غير موجودة فى هذا المثال ، بل المضاف الذى هو لفظ «كل» كالجزء من المضاف إليه الذى هو لفظ «أمر» فى صحة الاستغناء به عنه ؛ وذلك لأن لفظ كل بمعنى الأمر ؛ إذ المعلوم أن لفظ كل بحسب ما يضاف إليه.
ومن العلماء من جعل أمرا الثانى حالا من كل ، وتصلح الآية للاستدلال بها لما نحن بصدده ؛ لأن «كل أمر» نكرة ؛ إذ المضاف إليه نكرة ، ومنهم من جعل أمرا حالا من الضمير المستتر فى حكيم ، ومنهم من جعله حالا من الضمير الواقع مفعولا ، أى مأمورا به.
١٨٣ ـ البيتان من الشواهد التى لم يذكروها منسوبة إلى قائل معين.
اللغة : «الفلك» أصله بضم فسكون ـ السفينة ، ولفظه للواحد والجمع سواء ، وقد تتبع حركة عينه التى هى اللام حركة الفاء كما فى بيت الشاهد «ماخر» اسم فاعل من مخرت السفينة ـ من بابى قطع ودخل ـ إذا جرت تشق الماء مع صوت «اليم» البحر ، أو الماء «مشحونا» اسم مفعول من شحن السفينة : أى ملأها «آيات مبينة» ظاهرة واضحة ، أو أنها تبين حاله وتدل على صدق دعواه.
الإعراب : «نجيت» فعل وفاعل «يا رب» يا : حرف نداء ، رب : منادى ، وجملة النداء لا محل لها معترضة بين الفعل مع فاعله ومفعوله «نوحا» مفعول به لنجيت «واستجبت» الواو عاطفة ، وما بعدها فعل وفاعل «له» جار ومجرور متعلق باستجبت «فى فلك» جار ومجرور متعلق بنجيت «ماخر» صفة لفلك «فى اليم» جار ومجرور متعلق بماخر «مشحونا» حال من فلك «وعاش» الواو