ومثال ما نخصّص بالإضافة قوله تعالى : (فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ).
ومنها : أن تقع النكرة بعد نفى أو شبهه ، وشبه النفى هو الاستفهام والنهى ، وهو المراد بقوله : «أو يبن من بعد نفى أو مضاهيه» فمثال ما وقع بعد النفى قوله :
(١٨٤) ـ
ما حمّ من موت حمى واقيا |
|
ولا ترى من أحد باقيا |
__________________
عاطفة ، عاش : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى نوح «يدعو» فعل مضارع ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى نوح فاعل ، والجملة فى محل نصب حال «بآيات» جار ومجرور متعلق بيدعو «مبينة» صفة لآيات «فى قومه» الجار والمجرور متعلق بعاش ، وقوم مضاف والضمير العائد إلى نوح مضاف إليه «ألف» مفعول فيه ناصبه عاش ، وألف مضاف و «عام» مضاف إليه «غير» منصوب على الاستثناء أو على الحال ، وغير مضاف و «خمسينا» مضاف إليه ، مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم ، والألف فى آخره للاطلاق.
الشاهد فيه : قوله «مشحونا» حيث وقع حالا من النكرة ، وهى قوله «فلك» والذى سوغ مجىء الحال من النكرة أنها وصفت بقوله «ماخر» فقربت من المعرفه.
١٨٤ ـ البيت لراجز لم يعينه أحد ممن استشهد به.
اللغة : «حم» بالبناء للمجهول ـ أى قدر ، وهيىء ، وتقول : أحم الله تعالى هذا الأمر وحمه ، إذا قدر وقوعه ، وهيأ له أسبابه (انظر ص ٦٠٢ و ٦٣٨) «واقيا» اسم فاعل من «وقى يقى» بمعنى حفظ يحفظ.
المعنى : إن الله تعالى لم يقدر شيئا يحمى من الموت ، كما أنه سبحانه لم يجعل لأحد من خلقه الخلود ، فاستعد للموت دائما.
الإعراب : «ما» نافية «حم» فعل ماض مبنى للمجهول «من موت» جار ومجرور متعلق بقوله «واقيا» الآتى «حمى» نائب فاعل لحم «واقيا» حل من حمى «ولا» الواو عاطفة ، ولا : زائدة لتأكيد النفى «ترى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «من» زائدة «أحد» مفعول به لترى «باقيا» حال من أحد ، وهذا مبنى على أن «ترى» بصرية ، فإذا جريت على أن ترى علمية كان قوله «باقيا» مفعولا ثانيا لترى.