شيئاً إلا سمّته (١).
وعن الأزهري أنّه قال : رأيت الوحرة في البادية ، وخلقتها خلقة الوزغ ، إلا أنّها أشدّ بياضاً منها ، وهي منقّطة بنقط حمر ، وهي من أقذر الدواب عند العرب ، ولا يأكلها أحد (٢).
ويؤيّد تفسير حمّاد ما رواه الصدوق مرسلاً قال ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «صيام شهر الصبر ، وثلاثة أيّام من كلّ شهر يذهبن بلابل الصدر ، وصيام ثلاثة أيّام في كلّ شهر صيام الدهر ، إنّ الله عزوجل يقول (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) (٣)» (٤) فإنّ البلابل هي الهموم ، وبَلبلة الصدر وسوسته ، كما في القاموس ، وكذا في الصحاح ؛ (٥).
وروى أيضاً في الصحيح ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن محمّد بن مروان ، قال : سمعتُ أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «كان رسول اللهُ يصوم حتى يقال : لا يفطر ، ويفطر حتى يقال : لا يصوم ، ثمّ صام يوماً وأفطر يوماً ، ثمّ صام الاثنين والخميس ؛ ثمّ آلَ من ذلك إلى صيام ثلاثة أيّام في الشهر : الخميس في أوّل الشهر ، وأربعاء في وسط الشهر ، والخميس في آخر الشهر ، وكان عليهالسلام يقول : ذلك يعدل صوم الدهر.
وقد كان أبي عليهالسلام يقول : «ما من أحدٍ أبغضُ إلى الله تعالى من رجلٍ يقال له : كان رسول اللهُ يفعل كذا وكذا ، فيقول : لا يعذبني الله على أن أجتهد في الصلاة والصوم ، كأنّه يرى أنّ رسول اللهُ ترك شيئاً من الفضل عجزاً عنه» (٦) إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة.
__________________
(١) القاموس المحيط ٢ : ١٥٩.
(٢) نقله عنه في لسان العرب ٥ : ٢٨٠ ، وتاج العروس ١٤ : ٣٥٢.
(٣) الأنعام : ١٦٠.
(٤) الفقيه ٢ : ٥٠ ح ٢١٣ ، وانظر الكافي ٤ : ٩٢ ح ٦٠ ، والوسائل ٧ : ٣١٠ أبواب الصوم المندوب ب ٧ ح ١٩.
(٥) القاموس المحيط ٣ : ٣٤٨ ، الصحاح ٤ : ١٦٤٠.
(٦) الفقيه ٢ : ٤٨ ح ٢٠٩ ، الوسائل ٧ : ٣٠٥ أبواب الصوم المندوب ب ٧ ح ٥.