نتائج أعمال الوزير :
أما الوزير فإنه اتخذ التدابير الكثيرة وحفر الخنادق ووجه النيران الشديدة على القرنة إلا أنه لم يتيسر له الفتح مع ما بذل من الهمة والسعي المتواصل والهجوم لكرات متعددة دارت رحى الحرب فيها بين الفريقين بصورة مهولة ، كل هذا لم يجد نفعا.
وفي الأخير وضع الوزير الينگچرية في (المنصورية) وأشعل نيران الحصار للمرة الأخيرة وفي هذا أيضا لم يتمكن من الاستيلاء وإنما كان يقوى أمر حسين باشا ويشتد يوما فيوما بسبب إمداد العشائر بالأرزاق وما يحتاجون إليه من أمتعة ، أما جيش الوزير فإنه استولى عليه القحط وقلّ المأكول وحدث نقص في المؤونة فاستحال أمر الظفر وأخفق أمر الاستيلاء والانتصار.
الصلح :
وحينئذ فتحت أبواب المذاكرة في الصلح بين إبراهيم باشا والي ديار بكر وبين حسين باشا أفراسياب فتدخل إبراهيم باشا في إصلاح ذات البين ورفع العداء فتمكن من أخذ خمسمائة كيس نقدا لجانب الدولة من حسين باشا وتعهد بأداء مائتي كيس من الاقجات كل سنة وأن يعرض طاعته على السلطان وتعهد بأداء قيمة ما أخذه من أموال التجار وأن يرشح ابنه أفراسياب لحكومة البصرة وأن يسلم الاحساء إلى واليها محمد باشا ، وحينئذ أرسل خبرا للوزير بأن يحيى آغا كتخداه سيأتي بالأموال المقرر أداؤها لجانب الدولة وأبدى الطاعة والانقياد واستعفى القصور عما وقع منه من جرم.
وعلى هذا اضطر الوزير إلى قبول الصلح ، وجهز محمد باشا بنحو مائتين من المتطوعين ، جعلهم معه واتخذ له سفنا تسيره وأرسله إلى