فتفرق قومه ... ومن ثم مال (بصري الديري) مع جماعته فمشوا على عجل إلى المشراق فاقتتلوا هناك وكادت الشيوخ تتغلب على جماعة حسين باشا لو لا أن أتى المدد إليهم ففر الشيوخ واتباعهم وانفل جمعهم فقتلوا بعض مقدميهم ومثّلوا به ثم أمسكوا (ذا الكفل) وعاملوه بأقسى المعاملة ، ونهبوا بيوت المخالفين وفتشوا عن رجال الروم ... وقد ألقوا القبض على كثيرين فاستولى (بصري) على المدينة.
وذكر الشهابي في منظومته القسوة بهؤلاء بحيث صار لا يستطيع أحد أن يدخل المساجد خوفا.
وجاء إبراهيم آغا بعد ذاك فزاد في ظلمه وجوره وصار يهين الأشخاص وينهب أموالهم. وفي هذه المدة جرى التضييق على البصرة وكان إبراهيم باشا الوزير محاصرا القرنة ، وحينئذ وصل إليه الخبر باستيلاء حسين باشا على البصرة ، ونقل شيوخها وأعيانها المذكورين.» اه (١).
دوام الحرب
أمير الموالي :
وفي هذه الأثناء توجه أمير الموالي علي الشديد (٢) من بغداد لنصرة الوزير وكان معه ثلاثمائة فارس سارع لإمداد الوزير فجاء البصرة. ولمّا وصل المحل المسمى (كوت معمر) تقاتل مع شيخ المنتفق وكان قد تابع حسين باشا. حدثت معركة شديدة بينهما ولكنه لم يتيسر له الانتصار على المنتفق وبعد القتال الشديد عاد الموالي بالخيبة فلم يطيقوا مواجهة الوزير لعدم النجاح ولهلاك الكثير منهم أثناء الحرب.
__________________
(١) منظومة الشهابي.
(٢) شديد بن أحمد ورد في تاريخ العراق بين احتلالين ج ٤.